طالب رئيس التيـار الشيعـي الحـر الشيخ محمد الحاج حسن الأطراف المعنية بالتوتر الذي يشهده لبنان وتحديدا "حزب الله الذي يتحمل مسؤولية ما قد تسفر عنه هذه التصرفات التي لا تمت إلى الإسلام بصلة، أن يقلعوا عن همجيتهم ويتقوا الله في أفعالهم، وليحذروا من الفتنة إذا استيقظت والدم إذا سال، والحرمات إذا انتهكت".
وتابع "أقول للإخـوة في حزب الله ما تتصرفون به اليوم من احتلال لبيروت وما تحمله من رمزية وخصوصية، سوف تندمون عليه، فلا مصلحة لأحد بإشعال نيران الإقتتال، وتمزيق العائلة الواحدة، من أجل كسب الرضا الخارجي وتحديدا الملالي".
واضاف "إن أبواب الجحيم التي بشرنا البعض بفتحها، سوف نوصدها بعزمنا وإرادتنا وإصرارنا على بناء دولة القانون والمؤسسات لا دويلات العصابات والميليشيات".
واستنكر انتشار مسلحي حزب الله في بيروت واحتلالهم لمركز تيار المستقبل وتحطيم ممتلكات الناس، وسـأل: هل أعمت الأموال النظيفة بصيرتهم فأصبح كل شيء عندهم رخيصا؟
وأكد ان رسول الله (ص) قد اخبر عن كثرة الفتن في آخر الزمان، وحذر من الوقوع فيها: "يتقارب الزمان، وينقص العمل، ويلقى الشح ويكثر الهرج". قالوا وما الهرج؟ قال القتل القتل.
يا عقلاء الوطن، يا أيها الغيارى المحبين لوطنكم وشعبكم... من غير المقبول أن يحاول البعض تصوير المشكلة بأنها معركة بين السنة والشيعة، فالطائفة الشيعية براء مم يفعله أهل الجهل والعنف والترهيب، وأهل السنة في لبنان وغير لبنان هم إخوة للشيعة وكلنا على طريق الإسلام المحمدي، وكتابنا واحد هو القرآن الكريم.
{وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
ووجه الشيخ محمد الحاج حسن نداءا الى كافة اللبنانيين قال فيه: أيهـا اللبنانيون الشرفاء.. يا أهل بيروت الأحباء إصبروا إن الله مع الصابرين وعضوا على جراحكم إكراما" لدماء عظيم الوطن وشهيده الرئيس رفيق الحريري، وترفعوا عن الوقوع في فخ الفتنة، فلا تؤخذوا بالخطابات الشوارعية ولا تنجروا إلى فتنة نحن بالغنى عنها، فبيروت هي قلبنا وضميرنا وأهل بيروت هم أنفسنا، ولا بد من أن يتخذ حزب الله موقفا "إنقاذيا" لكرامة الطائفة الشيعية التي يختزل تمثيلها ويأسر قرارها، فنحن كشيعة في لبنان نرفض الإعتداء على بيروت أو أي منطقة في لبنان، ونرفض استمرار محاصرة المطار وتقطيع أوصال البلد، خدمة للمشروع السوري– الإيراني.
إننا إذ نضم صوتنا وصرختنا لبيان سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني، ونطالب المجتمع العربي والإسلامي والدولي مساعدة لبنان وإنقاذه من الهجمة الإرهابية الفارسية التي تجتاحه.
إن الحكومة اللبنانية تمثل الموقف المسؤول والشرعي والمؤتمن على هذا الوطن، فعليها أن تقوم بواجبتها وتطلب من القوى الأمنية والجيش اللبناني حسم الظاهرة الميليشياوية في الشوارع وعودة الهدوء والإستقرار، ولا يجوز أن تستمر القوى الأمنية في حالة المتفرج الذي ينتظر خروج الروح.
وإلى أهلنا في البقاع نستصرخكم ونستحلفكم بالله العلي العظيم أن لا تنساقوا إلى ما يرغب به أعـداء الوطن، ولا تقدموا أبناءكم رخصاء على مذبح الفتنة، فالبقاع الذي أنجب العظماء وقدم شهداء الواجب لن يسقط أمام مشاريع مذهبة الصراع، متمنيا أن يكون خطاب السيد حسن نصرالله عقلانيا "ومتلبننا" وأن لا يشعل ما يحاول أهل الخير إطفاءه.
وختم الشيخ الحاج حسن بمناشدة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى التدخل السريع لوضع حد لهذا الإعتداء المؤلم الذي يهدد الوطن ويشكل انعطافا "خطيرا" نحو الوضع في المنطقة العربية