متألم...مريض...محبط...سريع الانفعال...حزين...غاضب...ساخط...منكسر الخاطر...هكذا أصف نفسي هذه الأيام حيث لا رغبة لي في العمل أو في الدراسة أو في الأكل أو حتى في ممارستي أنشطتي العادية الثقافية و السياسية. بل أشعر برغبة كبيرة في الانعزال و لكن الرغبة في الكتابة، في مشاركة الناس همومهم و مشاكلهم، الرغبة في الاستماع و الانصات، الرغبة في نقل الصورة الحية و تألم الشعوب التي ربما لا تصل كما يجب أن تكون، الرغبة في أن أقول ما يخجل عدد آخر من قوله أو لا يتجرأون، أن أكتب ما لا يريد سماعه الآخرون، أن أدفع ضريبة كشف المستور و التلاعب بالعواطف و الشارع العربي، من أجل كل ذلك أواصل حياتي و أواصل الكتابة لأنني لا أؤمن بالخمول أو التراجع أو الاستسلام فهذه المفردات لا وجود لها في قاموسي
أخذنا لبنان بأزماته المتواصلة و مسلسله الذي جمع في طول حلقاته و تشعب قصصه و أحداث كل المساسلات المكسيكية و الفنزويلية و الأرجنتيية و الكولومبية و حتى التركية بحيث نسينا عددا من مشاكلنا. نسينا ملف الصحراء الغربية، المجاعة و الأمن في موريطانيا، الجزائر، المعارك في اليمن، العراق و ما أدراك ما العراق، جزر القمر، جيبوتي، مأساة الصومال المنسي دون أن ننسى قضيتنا المركزية و قوتنا اليومي فلسطين. والله هنا سؤال: لو انتهت القضية الفلسطينية و كل المشاكل العربية، هل سيجد الصحفيون عملا؟ من أين لهم بقوتهم اليومي؟. اليوم عاصمة أخرى تكاد تنهار أو هي كذلك الخرطوم. فالأوضاع في السودان بدأت تأخذ منحى خطير و أعتقد انه على العرب اليوم أن يواجهوا عددا كبيرا من المشاكل و الملفات المتشابكة و أنا لا أحسد السيد عمرو موسى و أعتقد أن المهنة الوحيدة التي قد لا أقبل بها مهما كان الثمن هي الأمانة العامة لجامعة الدول العربية
هذا المقال مهدى إلى أشقائنا في السودان على أمل أن يحل السلام ببلدهم. فالسودان من أغنى الدول العربية و لعلمكم فإن السودان وحده و حسب تقرير دولي قادر على أن يوفر الأمن الغذائي لنسبة كبيرة من سكان العالم العربي إذا ما تم استثمار أراضيه و ثرواته بالطريقة الصحيحة و العادلة