jeudi, mai 08, 2008

بربّكم، بأي عين ترون حزب الله؟




كان الاتحاد العمالي العام في لبنان قد دعى إلى إضراب عام يوم أمس الأربعاء الموافق لـ 7 آيار/ماي 2008، لكن سرعانما ظهرت حقيقة الاضراب عندما سارع حزب الله إلى استغلال الاضراب العام من أجل توسيع سيطرته على العاصمة بيروت. فبعد اختطافه لوسط بيروت التجاري ووضع خيم تحولت إلى معسكرات و مخازن سلاح و مربع أمني جديد قبالة السراي الحكومي، هاهو الحزب الالهي يدخل لبنان في نفق مظلم طويل لا نهاية له و لا أفق غير قرع طبول حرب أهلية جديدة. و ها هو السيد قد أطل بطلعته البهية موجها إصبعه ككل مرة يهدد فيها لبنان و أمنه حتى أضحى أكثر خطرا على أمن لبنان من إسرائيل نفسها. و في الواقع أنا أستغرب كيف أن عددا كبيرا من العرب و المسلمين مازلوا يؤمنون بمصداقية حزب الله. و لكن بربكم بأي عين تنظرون إليه؟؟؟؟ هذا الحزب الذي قطع طريق مطار رفيق الحريري الدولي ببيروت مما اظطرّ عددا كبيرا من المسافرين الواصلين لبيروت من التوجه مشيا على الأقدام إلى منازلهم و فنادقهم في حين أعلنت شركات الطيران إلغاء رحلاتها من و إلى بيروت، دون أن نذكر التعرض للمواطنين و للجيش و قوات الأمن و ترويع الأهالي. و لا أزالوا أسألكم بربكم بأي عين ترون حزب الله؟ هل تجدون من المنطق أن يقوم حزب بمدّ شبكة اتصالات خاصة به على حساب سلطة الدولة و سيادتها؟ هل يعقل أن يصادر المقاومة؟ جميعنا قاوم إسرائيل و احتلالها لجنوب لبنان أما مزارع شبعا فالمشكل أضحى قائما مع سوريا، الشقيقة العربية و الأخت الكبرى و الحليفة. هل يعقل أن يكون حزب سياسي يملك عشرات الآلاف من الصواريخ و الجنود و العناصر الأمنية؟ هل يعقل لحزب سياسي أن يمتلك جهاز مخابرات و مربعات أمنية يحرم على الدولة الشرعية دخولها؟ ثمّ أن مطالب العمال اللبنانيين غير صحيحة و غير منطقية لأنه لا يمكن مطالبة حكومة السنيورة بتقديم ما هي عاجزة عنه ففاقد الشيء لا يعطيه. كيف يمكن مطالبة حكومة السنيورة بتحسينها لأوضاع اللبنانيين و تحميلها مسؤولية ارتفاع الأسعار؟ أليست المعارضة اللبنانية هي المسؤولة؟ أليس حزب الله و من معه هو الذي احتل وسط بيروت فتسبب في إغلاق المطاعم و المقاهي و الملاهي و المحلات و مقرات الشركات مما تسبب في تسريح آلاف العمال و الموظفين؟ أليست خيم حزب الله و المعارضة اللبنانية هي التي تحتل وسط بيروت و ساحاتها حيث كان من المفروض أن تتم مشاريع استثمارية و تنموية سيستفيد منها البلد؟ أليس الرئيس نبيه بري، رئيس مجلس النواب و رئيس حركة أمل الشيعية المعارضة هو من يغلق المجلس النيابي مانعا إياه من الانعقاد و بالتالي القيام بدوره التشريعي و المصادقة على سبعة مليارات دولار حصلت عليها حكومة السنيورة لمساعدة لبنان؟ بربكم بأي عين تنظرون إلى حزب الله؟ أليس هو معطل الحياة السياسية و الاقتصادية للبنان؟ لماذا على لبنان أن يكون ساحة المعركة و في مواجهة إسرائيل بتعلة المقاومة و وجود مزارع شبعا التي لا تتعدى مساحتها بضعة كيلومترات مربعة في حين أن الأخت الكبرى و الحليفة سوريا لا تحرك ساكنا فيما يتعلق بالجولان المحتل؟ لماذا على لبنان أن يعرف الأزمة تلو الأزمة و أن لا يعرف معنى السيادة و السلطة في حين أن سوريا تمسك بزمام كل الأمور؟ حزب الله تخطى كل الحدود و أصبح يشكل تهديدا للبنان و على حسن نصر الله أن يعرف حدوده