حسب آخر حصيلة قابلة للارتفاع فإن عدد قتلى المواجهات في العاصمة بيروت بلغ 6 إضافة إلى 12 جريحا. عدد آخر من البيروتيين بدأوا مغادرة بيروت في جين دعت دول أخرى رعاياها إلى مغادرة لبنان أو التزام الحذر خلال التنقل. شبكة تلفزيون المستقبل التابعة لعائلة الحريري أوقفت بثها صباح اليوم و جعلت مقراتها تحت تصرف الجيش بعد أن حاصرها مسلّحو حزب الله و هدّدوا العاملين فيها. ميليشيا حزب الله لم تتوقف منذ يوم أمس من تصعيد الأمر في لبنان وسط صمت مسيحي و ابتسامات مسمومة للنائب ميشال عون الذي وضع نفسه تحت خدمة حزب الله و سوريا و إيران علّه يصل إلى سدّة الحكم مرّة أخرى و تحت نفس الظروف أي خلال الحرب و تأزم الوضع و غياب رئيس للبنان و كأن التاريخ يعيد نفسه و لكنني أتسائل إذا ما حدث هذا الأمر فهل سيعيد التاريخ نفسه تماما بحيث نرى الجنرال عون يطلب اللجوء؟ و إلى أين هذه المرة؟ فالأكيد أنها لن تكون باريس التي لحقها الشتم و السب بعد سنوات من توفير الأمن و السكن. ربما دمشق أو طهران هذه المرة
حزب الله مازال يؤكد أنه لن يتراجع طالما الحكومة لم تتراجع عن قراراتها و أنا أعلمه أنها لن تتراجع عنها لأنه يجب أن يعلم أن الدولة يجب أن تبسط سلطتها و عندما أقول الدولة فلا أعني 14 آذار، فأمن لبنان و استقراره و سيادته و استقلاله ليست حكرا على فريق دون آخر بل هي لكل اللبنانيين و على حزب الله أن يعلم أنه تجاوز كل الخطوط الحمر. اليوم أصبح لا وجود لأي سبب مقنع حتى يمدّ الحزب شبكة اتصالات خاصة مستقلّة عن الدولة و ما من سبب مقنع حتى يتمسك بسلاحه. و كان فريق 14 آذار قد دعى حزب الله إلى تسليم سلاحه إلى الجيش و إلى انخراط مسلّحيه صلب الجيش و قوات الأمن و بهذا يكون مشاركا في الدفاع عن لبنان و في حفظ أمنه و أمن لبنان لكن الحزب الالهي رفض ذلك و هو الذي لطالما دعى إلى المشاركة. حزب الله و المعرضة اللبنانية و أنتم جميعا تعتبرون أن كل من دعى إلى بسط سلطة الدولة و سيادتها و استقلالها إنما هو عميل لإسرائيل و الولايا المتحدة...جميل...يعني إما الفوضى أو الخيانة و العمالة؟؟؟؟ صحيح أن الجميع شارك في الحرب الأهلية حتى حزب الله شارك و كان عندها ضمن حركة أمل قبل أن ينفصل عنها و لكنه ها هو اليوم هو من يطلق شرارة الفتنة و شرارة الحرب الأهلية اللبنانية الثانية. و بالرغم من مشاركة الجميع في الحرب الأهلية ما عدا تيار المستقبل و الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي عمل على إنهاء الحرب الأهلية، فإنه بإمكاننا الصفح عن الماضي. ألا يغفر الله سبحانه و تعالى لعباده؟ فمادام الله يغفر فما بالك بعبده؟ لماذا لا نفتح صفحة جديدة؟ لماذا لا يريد حزب الله أن يعي معنى الدولة و الاستقلال و السيادة؟ إنها معاني غائبة عن قاموسه
السيد حسن نصر الله قال في السابق أن سلاح المقاومة لن يوجّه و لن يصوّب للداخل مهما كانت الظروف و بالأمس أعلن الحرب و أعلن تصويب السلاح إلى الداخل اللبناني، إلى ابن البلد و الجار. هل هذا هو سيدكم الذين تدعمونه؟ أهذا هو السيد الذي يحترم أقواله و مبادئه؟ إنه دون مبادئ و لا أخلاق و لا منطق...إنه رجل حرب عصابات دكتاتور مثله مثل صدام حسين و عائلة الأسد. لن يفهم أبدا معنى الدستور أو القوانين أو السيادة أو الاستقلال أو حتى معنى لبنان و كما قال الرئيس المصري حسني مبارك في السابق: إن ولاء الشيعة دائما هو ولاء لإيران