mardi, janvier 29, 2008

على إثر تشييع سوهارتو: رسالة مفتوحة إلى ديكتاتوري العالم





و رحل الدكتاتور سوهارتو. حكم سوهارتو إندونيسيا لمدة تجاوزت 30 عاما بقبضة من حديد. يقال أنه تسبب في قتل أكثر من مليون شخص و لأسباب مختلفة طيلة حكمه منها السياسية و منها بسبب رغبة إقليم تيمور الشرقية في الانفصال عن اندونيسيا. و لكن لم يستطع أحد أن يقف في وجه سوهارتو نظرا لأنه قام بإصلاحات اقتصادية كبيرة جعلت من اقتصاد اندونيسيا قويا كما أنه كان على علاقة وثيقة و قوية مع الولايات المتحدة الأمريكية. و لكن الاقتصاد الذي جعل سوهارتو يلمع، هو نفسه الذي ساعد على الاطاحة به أواخر التسعينات. فمع مرور آسيا بأزمة اقتصادية و مالية، انهار الاقتصاد الاندونيسي و أطيح بنظام سوهارتو الذي واجه قضايا اتهمته بالاختلاس و بالحصول على ثروة كبيرة نتيجة استغلاله موقعه كرئيس، عفوا كدكتاتور و لكنه استطاع عدم المثول أمام المحكمة نتيجة لكبر سنه. رحل سوهارتو عن عمر يناهز 86 عاما و أقيمت له جنازة رسمية و عسكرية و شعبية. عندما تم حفر الحفرة بمقابر العائلة و إلى جوار زوجته، نظرت إلى الحفرة و إلى التراب و قلت متوجها له، كما أتوجه الآن إلى ديكتاتوري العالم و ما أكثرهم في وطننا العربي قائلا: و الآن سيدي الرئيس؟ ماذا أخذت معك إلى آخرتك؟ كم من مليار دولار؟ كم من فندق و شركة و قصر و مزرعة و سيارة؟ هل لديك حساب سري بالعملة الصعبة فوق؟ لقد خلقت من تراب و إلى التراب تعود. ماذا خلفت ورائك؟ ذرية صالحة؟ أم ذرية لا تختلف عن أبيها؟ كيف سيذكرك التاريخ؟ ماذا سيقول عنك أبناء شعبك و العالم؟ أليس من الأفضل أن ترحل مرفوع الرأس عوض أن ترحل و السب و الشتم لا يفارقك؟ إذا كان الاصلاح و العودة إلى حضن الشعب قد تم تجاوزه بالنسبة لسوهارتو و حافظ الأسد و الحسن الثاني، فإن اللحظة مازالت مواتية لعشرات القادة...فانتهزوا الفرصة لعلكم ترحمون