كان من الواضح أن اليوم سيء..فمنذ الصباح لا العمل على ما يرام و لا الدراسة و لا أحوال الصداقة و الأحبة..و لكن أن أفاجئ بمقال يخصني فاجئني. في الحقيقة كنت المستفيد الأول ذلك أن مدونتي ربحت إشهارا مجانيا. أقبل النقد..هذا شر لا بد منه ذلك أنه ما دمنا قد قبلنا بلعبة الديمقراطية، فإنه على كل شخص تحمل تبعات ذلك. و لكن ما لا أستطيع أن أفهمه عند العرب و بصفة خاصة عند التونسيين هو الفظاظة في المعاملة و قلة الاحترام و عدم الخجل من البوح بذلك بل و أبعد من ذلك التفوه بماينافي الحياء دون اعتبار للأشخاص أو الدين أو الجنس. على كل، هذا هو المجتمع الذي نعيش فيه أحببنا أو كرهنا ذلك. مجتمع منافق يعتبر نفسه الأفضل و يحاول القفز دون حساب المسافات، شعب يلفه الحسد و البغضاء و الكراهية إلى حد المقت، جسد غادرته الروح و أصالتها و حل مكانها الطمع و الجشع. أتسائل، هل يدرك هؤلاء الفرق بينهم و بين الحيوان؟ لا أرى فرقا. ففي الطريق لا يحترمون الاشارات و يتوقفون عند ترك الأولوية و يستمرون في المسير عند قف، و الأضواء الجانبية لا يستعملونها بالمرة و لا يتفقدون سياراتهم و أضوائها بل يقودونها حسب أهوائهم و كأنهم يقودنها داخل حدائق منازلهم أو يترنحون بين اليمين و اليسار. دون أن نذكر عدم انضباط الأفراد داخل المحلات و غيرها إلا إذا وجد ممر خاص صغيرا فكأنما هم قطيع يتم سوقه. ناهيك عن حالات التخلف و الجهل و الأمية و لا أقصد هنا التعليم بل الجهل بوسائل الاتصال و التعليم الحديثة و الجهل بالتاريخ و الجغرافيا و العلوم. فكم من مدون و مواطن يعتبر نفسه مثقفا يكتب عن التاريخ و عن قضايا الأمة و لو سألناه سؤال بسيط لاحتار. إنهم هم من يريدون اليوم استرداد القدس و استرداد أمجاد العرب المسلمين. إن العرب لم يبنوا مجدهم الماضي إلا بدخول شعوب و حضارات أخرى الإسلام فكان التلاقح و التسامح فالازدهار. أما اليوم، يلبس المرء سروال جينز أمريكي و يخرج في مظاهرات منددة بتقتيل الاسرائليين للفلسطينيين و في يده علبة بيبسي
عدد آخر من المواطنيين هوايتهم "التنبير" و الحديث عن الحكومة و مشاكل البلد و غياب الحرية و الديمقراطية و يتحدثون عن رغبتهم في تحسين أوضاع الشعب الكادح و تطليق الفقر..والله كلام جميل يريده الجميع..لكنهم يقولونه في المدونات و بأركان المقاهي و الصالات و عندما يحين الجد، لا تجدهم البتتة...تعلموا الشجاعة و المواجهة..ثم افتحوا أفواهكم..و لكن قبل الشجاعة و المواجهة..تعلموا النظام و احترام القواعد و القوانين و الأصول..و من ثمة نظموا صفوفكم و اجمعوا قواكم
بعد مقال "اتكلم" و ما قرأته من ردود أفعال و من تعليقات على مقاله حولي و لأن الأمر يهمني بالدرجة الأولى و الأخيرة، أهديكم جميعا هذا القصيد لشخص أنا متأكد أنكم تحبونه حبا جما في حين أنني أشمئز من مجرد ذكر اسمه و لا أتحمل مجرد التعرض له. على كل رحمه الله و غفر له كككككككككككل ما تقدم و تأخر من ذنننننننننننننننننننننننننننوبه، الرئيس العراقي الراحل صدام حسين القائل من داخل سجنه
لا تأسفن على غدر الزمان لطالما
رقصت على جثث الأسود كلاب
لا تحسبن برقصها تعلوعلى أسيادها
فالأسد أسد و الكلاب كلاب
تبقى الأسود مخيفة في أسرها حتى
و لو نبحت عليها كلاب