من الجيد أن يعبد المرء خالقه و أن يؤدي الصلوات الخمس في أوقاتها و بصفة خاصة بالمسجد. كما أنه من الجيد أن يقرأ المرء القرآن و أن يدرس تعاليم دينه الحنيف و سنة رسوله الأكرم صلعهم. و لكن أن يفعل الانسان كل ذلك شيء..و أن يلتزم بذلك شيء آخر
فهناك من يقوم بكل تلك الأمور فقط كدعاية له من جهة و كتتبع و مسايرة من جهة أخرى
آخرون ملتزمون بما يقومون به فقط ابتغاء لمرضاة الله سبحانه و تعالى
على كل، أنا مؤمن بأنه من تعاليم ديننا، ليس فقط الاحترام و العبادة، اي أن الدين ليس فقط لبتغاء لمرضاة الخالق، بل إن الدين هو معاملة بالأساس. و لكن أكثر العباد و لا سيما في تونس و ما أكثرهم، لا يفقهون شيئا. الدين معاملة و إذا ما طبقنا تعاليمه لربحنا الكثير. الدين يكرس احترام و إطاعة أولي الأمر و بالتالي لا بد لنا من احترام القوانين، احترام الأولوية خلال معاملاتنا بالبنوك أو المؤسسات أو الادارات أو حتى في أبسط الأمور مثل المغازات و المحلات الصغيرة المنتشرة هنا و هناك
الدين يدعو إلى النظافة...ولكن هيهات. بربي قولوا لي من في تونس لا يصله الماء بعد؟ قلّة قليلة جدا جدا..و مع ذلك ترى أشخاص تتقيأ مباشرة عندها و الأمر عندما يكونون بالمسجد
النظافة..احترام القوانين...حسن الخلق...الابتسامة المتواصلة...التفهم و عدم التعنت ...الاستقامة...المسامحة...عدم التلفظ ببذيء الكلام..اتباع الارشادات في مختلف الميادين...حسن المظهر و الهندام...كلها تعاليم نجدها في ديننا و لسنا بحاجة لجلبها من فرنسا أو السويد أو الولايات المتحدة أو إسرائيل...و لكن للأسف كل هذه المعايير يتبعها من ذكرتهم و لا نتبعها نحن
لماذ كتبت كل هذا؟ لأنني كنت أقود سيارتي عندما فوجئت بشخص ركن سيارته بطريقة كاد أن يتسبب في كوارث حتى يتسنى للسيد أن يلتحق بصلاة الظهر. لا أعتقد أن الله فرح بما قام به و شخصيا أفضّل عدم الصلاة على أن أكون متخلّفا و أظهر أنني من دول العالم الثالث و المشهد يتكرر خلال صلوات الجمعة دون ذكر مشاهد التخلف داخل المسجد و أهما ترك الهواتف المحمولة في حالة عمل
مشهد آخر حصل معي عندما كنت أقف في طابور سيارات في محطة للوقود ننتظر دورنا من أجل قيس هواء العجلات..و لكن شخصا تونسيا عربيا أصيلا يقود ايسوزو..تجاوزني. يبدو أنني لم أرق له و لم أعجبه و يبدو أنه في تونس عندما نحترم الأولويات و عندما نقف مستقيمين في الصف، هذا الأمر يراه البعض تخلفا و غير مقبول و دون أساس و غير منطقي فأصبح أنا الشاذ و المخالف لا هو، لكن في النهاية الرجل عرف حدوده و انتظرني فبل أن يأتي دوره..ا‘تقد أنه لمح نظراتي ووصلته رسالتي قبل أن أنفجر في وجهه