dimanche, décembre 09, 2007

أفريقيا: بين أوروبا و الولايات المتحدة و الصين و البرازيل..أفضل الولايات المتحدة



على امتداد يومين 8 و 9 ديسمبر 2007، يحتضن موقع المعارض الدولي بالعاصمة البرتغالية الجميلة لشبونة القمة الأوروبية الأفريقية الثانية. أهمية القمة من أهمية الحاضرين أنفسهم و في مقدمتهم الزعيم الليبي القذافي و الرئيس الزمبابوي موغابي. و الأهمية اقتصادية بالأساس حيث أن الأوروبيين بدؤوا يستشعرون تزايد النفوذ الصيني بالقارة كما أن الولايات المتحدة تبحث على مزيد تهزيز فرص وجودها بالقارة إضافة إلى تنامي القوة الاقتصادية البرازيلية و حتى الهندية. بين كل هذا التجاذب بدأت كل هذه الأطراف، و للأسف بغض الطرف عن ملف الديمقراطية و حقوق الانسان. و بين جميعهم، أختار شخصيا الولايات المتحدة. لقد برهنت أوروبا عن تراجع دورها، فلم تهد مهتمة بملف حقوق الانسان و الديمقراطية في المنطقة أمام اهتمامها المتزايد بالاقتصاد و التبادل التجاري، كما أن الصين أتعس من عدد كبير من الدول الافريقية في مجال الديمقراطية و الحريات العامة، لذلك و لأسباب استراتيجية، أفضل تعزيز التواجد الأمريكي بالقارة. فهي أكثر الدول، بالرغم من التراجع الطفيف خلال إدارة بوش، الملتزمة بالدفاع عن الديمقراطية و الحرية. أعلم هنا أنكم ستعتبرونني ساذجا و مغفلا و مسوقا لأمريكا. لا...غير صحيح..أنا أعلم الموقف الأمريكي من قضايانا و رغبتها في تحقيق تدفق متواصل للنفط و علوية مصالحها و لكن لنكن واقعيين من منا ليست لديه مصالح يريد الدفاع عنها و ضمانها؟ ألا يحق للمرء أن تكون له مصالح يريد تنميتها و تحصينها؟


لا يمكن لأحد أن يفهم السياسة الأمريكية إذا لم يزر الولايات المتحدة و لم يعش فيها لفترة أو كان خلالها على اطلاع بسياستها و مبادئها. كلنا نعلم مدى قوة اللوبي الصهيوني-اليهودي بأمريكا و أنه يقف وراء سياسة البلد و لكن ألا يوجد هذا اللوبي بفرنسا و أستراليا أيضا؟ أليس هذا اللوبي هو الذي يقف وراء الاعلام العالمي و اقتصاده؟


إن من يقف وراء بلوتنا و مشاكلنا ليس الأمريكيين أو الصهاينة أو الغرب، بل نحن أنفسنا. خلال زيارني للولايات المتحدة فوجئت بأن العرب هم من أكثر الجاليات غنا و جاها و من أكثرها تعلما و ثقافة و في المقابل من أكثر الجاليات سلبية. بالرغم من أن عدد العرب إذا ما اضفنا لهم المسلمين يتجاوز عددهم 7 ملايين فرد دون أن نحتسب الأمريكيين و المقيمين المتعاطفين معنا و مع قضايانا. و لكن مايعيشه العرب الأمريكيون هو نفسه واقعنا..تشتت و انعدام الاتحاد و العمل على الوصول إلى أهداف آنية و حالية تخدم مصالح مجموعة ضيقة. إحدى المواطنات العربيات الأمريكية أسرت لي مرة عندما خرجنا من اجتماع حول أمريكا و العرب أن عرب أمريكا لا يتحركون و لا ينشطون إلا خلال انتخابات رابطة العرب الأمريكيين (برئاسة اللبناني الأصل السيد زغبي) و بالتالي يكون تحركهم بغاية انتخابية فقط تنتهي بنهاية الانتخابات و إلى الدورة القادمة مع كل ما يشوب ذلك من وضع للعصي في الدواليب و الدخول في تخالفات و شراء للأصوات..يعني أننا لا نتحرك إلا ضد بعضنا البعض..بالتالي لماذا نحمل الآخرين مسؤولية إخفاقاتنا المتتالية و المتكررة؟ لماذا نريد دائما أن نرمي بالمسؤولية على الآخر عوض تحمّلها و محاولة معالجة الأمور؟


أعود إلى مسألة القارة الأفريقية و تنامي التكالب عليها..أنا أدعو القادة الأفارقة إلى اتخاذ موقف موحد و الظهور بمظهر القوي لأن الآخر هو الذي في حاجة لنا..فنحن نوقر له المواد الأولية التي يحتاجها في اقتصاده و نحن الذين نوفر له يدا عاملة شابة مكونة..ولكن في نفس الوقت كيف يمكن للقارة السمراء أن تواجه الغرب و غيره بكل مشاكلها التي لا تختلف عن مشاكل العرب بل ربما حتى تتجاوزها و قي بعض الأحيان هي أكثر تعقيدا. الأمور صعبة ويخطئ من يظنها سهلة أو يمكن حلها..أعيد و أكرر الاصلاح يبدأ من الداخل من إصلاح الذات


بين كل المتكالبين على قارتنا أختار إذا الولايات المتحدة الأمريكية كشريك استراتيجي و لأنني بيّنت في مقال سابق أن أمننا و سلامتنا و قوتنا من أمن و سلامة و قوة الولايات المتحدة


تجاذبت مرة أفراد الحديث مع قريبة لنا و هي تحمل الجنسيتين الفرنسية و الألمانية و تعيش بتاهيتي، قالت لي إن فضل التطور و النظام و الاستقامة الذي عرفته ألمانيا الغربية إنما يعود الفضل فيه للولايات المتحدة. و بما أنها عاشت في الجزء الغربي من برلين تحدثت لي كيف أن الأمريكيين هم من نقلوا إليهم النظام بمختلف معانيه و مظاهره و هم الذين نقلوا إليهم قيم الاستقامة و العمل

أعلم أن مقالي يظهر بمظهر المدافع عن أمريكا و السبب في ذلك هو خلطكم لكل شيء مع سياسات البيت الأبيض و هنا أختلف نعكم لأنني أتحدث عن قيم أمريكية و إنسانية قبل كل شيء و لست أتحدث عن سياسات البيت الأبيض و أرجو أن تفهموا الفرق و الاختلاف



نعم أنا أفضل الولايات المتحدة و أن ننسج على منوالها..فالبلد يعجبني بكل ما لديه من مبادئ الحرية و الحريات العامة و حقوق الانسان و الديمقراطية و الاقتصاد و دفع المبادرات و الاختراعات و الاكتشافات و الهندسة المعمارية و الفخامة و التنوع الثقافي و الاجتماعي