mercredi, décembre 26, 2007

ماذا بعد التدوينة البيضاء؟




لقد كنا في الموعد...يوم 25 ديسمبر 2007 كان يوما أبيضا في عالم التدوين التونسي مثلما كان يوم ميلاد النبي عيسى عليه السلام، و مثل لباس الحاج، اللباس الأبيض الذي نصح به رسولنا الأكرم محمد صلعهم، رمزا للنقاء و السلام. و لكن ماذا بعد؟ هل تلك خطوة كافية؟ ألسنا من دعاة التغيير و الديمقراطية و حقوق الانسان و العيش الكريم؟ ألا نأمل جميعا في الحصول عن عمل؟ ألا نبحث جميعا عن الاستقرار و الطمأنينة و المستقبل المشرق؟ و لكن ماذا بعد؟ ما هي الخطوات القادمة؟ لطالما كنت آملا في أن أشاهد آلاف التونسيين المعتصمين بساحات المدن و القرى، في نفس اليوم و نفس التاريخ و الساعة يطالبون بالديمقراطية و حقوق الانسان و الكرامة و يدعون لمحاربة الفساد و استغلال النفوذ.

و لكن كلمة الحق لا بد لها و أن تقال رغم النقائص. لا يمكننا أن ننكر الاصلاحات و الانجازات المحققة في تونس. و منطلق كلامي هذا ليس المصادر الرسمية التونسية، بل ما يخبرني به الأصدقاء و السياح و الزوار و الضيوف الرسمييون و ما أراه شخصيا. فكم من صديق لي في المعارضة يعمل بالادارة التونسية أو في سلك القضاء أو بالتعليم أو بالصحة في حين يزعم العديدين أن مراكز العمل مفتوحة لأبناء التجمع. و كم من مسؤول أو عامل يأدي الصلاة بمركز عمله إن كان متفرغا و كم من امرأة ترتدي الحجاب داخل المؤسسات الحكومية. بالتالي لا يجب أن نحكم على تصرفات أشخاص و نعيزها لمسؤولين آخرين هم بعيدين كل البعد عن تلك التصرفات

لست بالمدافع هنا، و لكن حتى الله سبحانه و تعالى و في كتابه الكريم رفض أن يتحمل شخص أفعال غيره. فكل مسؤول عن أعماله

و لكن ماذا بعد؟ إلى أين نحن ماضون؟ هل منكم من يعلم؟ أو ماذا تقترحون؟