كالعادة فتحت التلفزيون لأتابع الأخبار مع تناولي لفطور الصباح و قبل توجهي للعمل فكانت المفاجأة. خبر عاجل في كافة القنوات و بكل اللغات عن انفجار جديد يهز منطقة بعبدا حيث القصر الرئاسي. هذه المرة المستهدف نوع جديد من الأشخاص و أنا أعتقد أن من خلال استشهاده أراد مغتالوه أن يبعثوا برسالة للجيش اللبناني و بصفة خاصة للمرشح الرئاسي العماد ميشال سليمان قائد الجيش كما أراد القاتل ضرب أمن و سلامة لبنان. الشهيد هو الجنرال فرنسوا الحاج، قائد العمليات الميدانية بالجيش اللبناني و أحد أبطال معركة نهر البارد كما أنه أحد أبرز المرشحين لخلف العماد سليمان ‘ذا ما أختير الأخير رئيسا للبنان. عدد القتلي و في حصيلة أولية أربعة دون ذكر الجرحى و الخسائر المادية.
الأمر خطير جدا هذه المرة لأنه تم ضرب أهم مؤسسة أمنية بالبلد و بالتالي في ذلك ضرب للسلن الأهلية بلبنان و لكن الأهم من ذلك هو أن هذه العملية الإرهابية تأتي مباشرة بعد خطابين
خطاب الجنرال عون الذي توجه به إلى اللبنانيين قبيل الانفجار حيث طلب منهم أن لا يخافوا و أن الوضع مستقر و آمن و أن يفرحوا بمناسبة الأعياد، فشكرا أيها الجنرال...فعلا الوضع آمن و مستقر و يستاهل أن نعايد..فمن الآن بدأ عدد من اللبنايين في المهجر و من السياح بإلغاء حجوزاتهم. الجنرال لم يقف هناك..بل واصل حديثه مبشرا اللبنانيين أن الفراغ على مستوى الرئاسة سيطول أكثر من اللازم طالبا إياهم عدم التخوف. أعتقد أنه على الجنرال اليوم أن يراجع أقواله و حساباته...ألم أقل لكم أن الرجل مريض ة عليه أن يستشير طبيبا نفسانيا و لكنكم لم تصدقوني؟ الرجل يؤمن بأنه الرئيس الأوحد و المناسب لبنان، حسب تعبيره و رأيه هو، فهو نصّب نفسه امبراطورا ووكّل نفسه على المسيحيين لاسيما الموارنة و نسي أن الرئيس المقبل هو رئيس لكل اللبنانيين و إن كان مسيحيا مارونيا
الخطاب الثاني كان كذلك قبل ساعات من اغتيال الجنرال الحاج و جاء على لسان نائب الرئيس السوري فاروق الشرع الذي أود أن أعلمه أن الخطاب قد وصل و الرسالة قد وصلت. الشرع قال أن المعارضة اللبنانية أصبحت اليوم أقوى من ذي قبل و منذ الوجود السوري بلبنان. و لكن الشرع لم يقف هناك..بل واصل حديثه عن السياسة اللبنانية فقال أن العماد سليمان يستحق رئاسة لبنان و كأنه هنا يعطي موافقة سوريا علنيا و لكن الكواليس قد تقول عكس ذلك. ثم استدرك الشرع ليقول أن المشكل هو مشكل سياسي لبناني داخلي بحت، أي أنه يستثني الدور السوري. و لكن بعد ذلك يتحدث مرة أخرى فيقول أنه لا يجب على السلطة أن تتقوى بقوى خارجية أي فرنسا و الولايات المتحدة على فريق آخر و أن لا تتقوى حتى بإسرائيل و في هذا اتهام لللأغلبية اللبنانية لطالما سمعناه حتى من المعارضة اللبنانية نفسها و التي تتهم الأغلبية بالتعامل مع إسرائيل قصد القضاء على حزب الله. اتقوا الله جميعا...أليست حكومة السنيورة التي قال عنها الرئيس بري، و هو أحد أركان المعارضة اللبنانية ووصفها بحكومة المقاومة السياسية خلال حرب تموز/جويلية 2006؟ و كذلك قال عنها نواب حزب الله؟ أليست حكومة السنيورة و الجيش اللبناني هما الذان ضمنا تدفق السلاح و الذخيرة إلى حزب الله خلال الحرب و ذلك بشهادة الجميع؟. أليست حكومة السنيورة و هذه الأغلبية التي يقال عنها أنها غير دستورية و غير شرعية و غير ميثاقية هي التي سمحت بتسلم حزب الله سلاحا و عتادا عسكريا قادما من سوريا بعد أو حجزته القوات الأمنية و ذلك خلال أحلك الفترات مع انسحاب الوزراء الشيعة و الاعتصام وسط بيروت؟ أليس السنيورة الذي رفض مقابلة رايس خلال الحرب و رجعت مطأطأة الرأس إلى تل أبيب و منها إلى واشنطن عندما قال لها أنه غير مرحب بها في بيروت إذا لم تأتي بحل من أجل وقف الحرب و صفق له اللبنانيون جميعا و أولهم المعارضة عندذاك؟ اليوم يصبح السنيورة و الأغلبية عملاء و خونة؟ أيعتقد السيد نصرالله و السيد بري أننا أغبياء أو أنه لا ذاكرة لنا؟أم هل أنهم يستبلهوننا؟لماذا لا يتحدثون عن المفاوضات المباشرة بين حزب الله و إسرائيل و قبول الحزب لأموال من إسرائيل أو المفاوضات بين سوريا و إسرائيل؟ لماذا لا ترى سوريا و المعارضة اللبنانية سوى بعين واحدة؟ أو أنهما بشكيان ضبابية في الرؤية. الأمر غريب خاصة و أنني أعلم أن الرئيس بشار الأسد هو اختصاصي عيون. أم هل أنها سياسة حلال علينا..حرام عليكم
اليوم طفح الكيل..و أصبح من الأكيد جدا غنتخاب رئيس للبنان و على الرئيس بري أن يقوم بةاجبه الدستوري و القانوني و الأخلاقي بفتح باب المجلس النيابي. و إذا لم يتم انتخاب رئيس توافقي في الأيام القليلة القادمة، فإنني أطالب قوى 14 آذار بانتخاب رئيس بالنصف زائدا واحدا، كما أطالب حكومة السنيورة بإعلان حالة الطوارئ ووضع قادة المعارضة اللبنانية، جميعهم، تحت قيد الإقامة الجبرية و إنها الاعتصام و ليحمي الله لبنان