mercredi, juin 11, 2008

الإعلام و السلطة التونسيين: كلامك يا هذا، في النافخات زمرا





في أفريل 2002، و كيما تعرفو، سمعنا من التلافز و وكلات الأنباء العالمية، اللي وقعت عملية إرهابية في الغريبة في جربة. و خرج هاك الفلاش متاع الخبر العاجل، بالانقليزية "بريكينغ نيوز"، في القنوات العربية و الأجنبية و بدات العباد تتسائل آش ثمة و آش صار. أما في القنوات متاعنا، فأحنا نعيشو في حبّك دربالي. المزود يخبط، و الجماعة الكل ادوّر في حزامتها و ما ناقص كان الدبّوزة مركوزة. الواحد عايش في تونس و في نفس الوقت مش عايش


نتذكر مرّة كانت الفاك خايضة بسبب الأوضاع في فلسطين. وقتها كنّا تحت حصار. الخروج من الفاك ممنوع و الدخول زادا. و في لحظة اللي الطلبة حبّوا يخرجوا فيها للشارع و خلعوا الباب الكبير، عينك ما تشوف إلاّ النور. الماتراك خدمت. واحد من الطلبة خالو وزير الشؤون الدينية....هو بيدو مسكين كلا بيه، بالرغم من إنو طفل ياسر متربي ، أما خسارة جات فيه الضربة. أنا وقتها تحبست في البوفات مع برشا طلبة أخرين و اللي يخدمو سكّروا علينا الباب. نتذكر وجوه برشا طلبة و هوما هاربين من الحاكم و جاو يجريو للبوفات، أما الله غالب...آش باش نعمل، الحكم مش بيدي. كانو يلصقو وجوهم و يديهم عل البلاّر و يضربو عل الباب و يصيحو باش انحلولهم. أما مولا البوفات رفض و برشا طلبة أخرين كانوا يقولولهم ابعدوا علينا. أحنا هكّاكا جات حجرة على الشباك و عملت حس كبير. وين تلقاونا؟ الجماعة الكل في وضعية انبطاح. وقت اللي خرج البوب من الجامعة، عملنا مفاوضات مع الحاكم باش يخلي الطلبة يخرجو و أعطاونا التيماتوم: يا نخرجو في وقت معيّن، و إلا باش يدهمو على الفاك و ما انلومو كان رواحنا. المهم، أنا خرجت مع أصحابي و قررنا باش نمشيوا لسيدي بو نشربوا حاجا. في الحقيقة الطقس كانوا حلو برشا. ما نحكيلكومش على الهدوء و السكينة اللي بسيدي بو و الأجواء الشاعرية المحيطة بقرطاج. تقول لا علاقة بين الهمجية اللي عشناها في الفاك و بين السكون متاع البلاصة


نرجع عاد للجربة. الاعلام متاعنا حلّ فمّو أخيرا، و كالعادة كل شاي لاباس. اللي صار هو إنو كميون هاز القاز صارلو أكسيدون ياخي دخل في حيط السيناغوغ متاع اليهود. أكهاو؟ هكّاكا؟ لا طاح لا دزّوه؟ قالك هكّاكا. لا طاح لا دزّوه. و ماهواش عمل إرهابي و ما مات حدّ. قعد خطابنا الاعلامي خطاب الستينات و السبعينات و نساو المسؤولين اللي اليوم ثمة حاجات إسمها الانترنات و الكاميرا فيديو و المصورة النوميريك. الألمان اللي كانوا موجودين صوروا الحادث و قنوات ألمانيا عدّات التصاور بارتو. وقتها اتراجعت بلادنا و بداو يقولو في الحقيقة بش الشويّة بش الشويّة. توّا بربي مش هذا يحشّم؟ تي ماو مالأول قل الحقيقة. علاش نكذبو على بعضنا و من بعد نضطروا باش نقولو الحقيقة؟


قابلت وزير الداخلية من بعد واللي كان وقتها الدكتور سي الهادي مهني. قتلو فيما يتعلق بالإعلام التونسي و فيما يتعلّق بالتعاطي مع بعض الأحداث اللي تصير في تونس، أنا عندي عتاب صغير يا معالي الوزير. أحنا صحيح كتوانسا، ما نحبوّش نسمعو أخبار خايبة على بلادنا. ما نتصوّرش اللي فينا واحد يكره تونس و إلا ما يحبّلهاش الخير. بكلنا واعين و عارفين إللي أقل مشكلة أمنية خطيرة تنجم تسكرلنا برشا ديار خاصة العباد اللي رزقهم مربوط بالسياحة و عددهم كبير و كثير في تونس. أحنا شفنا كيفاش أحداث 11 سبتمبر صارت في أمريكا، لكننا أحنا في تونس خلّصنا الفاتورة وقت اللي تراجع عدد السياح. و حتى بسبب ضربة جربة، عدد السياح الألمان نقص ب50 % على الأعوام السابقة و طاح من مليون إلى 500 ألف سائح. أحنا انحبو بلادنا مستقرة و آمنة. و لكن زادة، انحبو نسمعو الحقائق من إعلامنا و من مسؤولينا مش من عند العرب و الأجانب. العالم اليوم صغير...مهما حاولت باش اتخبّي و إلا اتنظف و إلا اتحسّن و إلا تزيّن، إلا و ثمة أشكون باش يكشفك و يفضحك. مش أحسن كان البادرة تجي منّا؟


لكن خسارة. ظاهرلي كلامي كان كحفراني في البحر. كي بيه كي بلاش. جاب ربي ماجاش براسي. و هانا لليوم انعانيو في التخلف متاعنا و انحاولوا انخبيو الحقائق و نطمسوها. يا سيدي خلّي الناس تعبّر...افتحلهم الأحزاب و الجمعيات الصحيحة و خلّيهم يعبرو في فضاءات تعلّمهم حتى آداب الحوار و التعامل و التظاهر باش يوليّو يتظاهرو كيما العباد في كوريا و اليابان. يتظاهرو بكل نظام و احترام و في نفس الوقت وصلوا حتى طيّحوا حكوماتهم غادي. أحنا ماوصلناش باش انطيحوا حكومتنا، و لكن انحبوا الحرية في التعبير، الاختلاف في الرأي، الديمقراطية. و على فكرة الكلام هذا مانيش أنا اللي جيت بيه. الكلام هذا يقولو الدستور التونسي. مش قالولنا اللي أحنا بلاد قانون و مؤسسات؟ و في نفس الوقت الكلام قالوا رئيس الجمهورية نفسو، و أنا بصراحة ما ناخو كلامي كان من 3 بلايص: القرآن و الدستور و الرئيس. و إللي مش عاجبو كلام الرئيس، و الله أهاوكا بيروه محلول...يمشي ايقابلو و يقللوا راهم آرائك في الحرية و الديمقراطية و حكم الشعب للشعب و تنحية الخلافة الآلية و الرئاسة مدى الحياة غالطة. لكن أنا ما نعتقدش اللي الرئيس يحب عكس هذاكا، لكن ثمة أعباد في الانتوراج متاعو ما يساعدهمش ينكشفو و يصبحو بلا بوفوار بين ليلة و نهار. خسارة...خسارة على خاطر ديما أحنا التوانسة انعوجوا الحاجات الباهية اللي صارتتلنا و انغيروها و نتسببو في مآسي من بعد و انحملوها لمجموعة أشخاص