lundi, juin 09, 2008

قفصة دائما معارضة





يبدو أنه تاريخ و قدر مدينة قفصة و عدد من أهاليها أن يكونو دائما في طليعة المعارضين. و يبدو أنه قدر التونسيين جميعا أن لا يكون المعارضين بينهم سوى معارضين من أجل المعارضة لا شيء. و الدليل، كم من معارض تونسي لمع نجمه في الاعلام الغربي و العربي قبل أن يأفل؟ لماذا لم يأفل نجم المعارضين في دول غربية و أجنبية أخرى؟ لماذا عندما أراد الشعب يوما الحياة، فلا بدّ أن يستجيب قدر النيبال و تلغى الملكية و تعلن الجمهورية؟


في ديسمبر 1962 تعرّض الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة لمحاولة اغتيال على يد حارسه الشخصي و الذي تراجع عن القيام بعمليته في آخر لحظة و اتصل بالوزير الهادي الأدغم ليعلمه بالمحاولة. بورقيبة كان عندها بمنطقة البريج الريفية من معتمدية أوتيك من ولاية بنزرت حيث يقع قصر وسيلة بورقيبة و مزرعتها. عدد من العائلات البنزرتية المعروفة كانت أيضا ضمن من خطط للعملية


مع تنامي الفكر القومي العربي و خاصة بالجزائر و ليبيا، كانت كل من طرابسل القذافي، بعد عزل الملك السنوسي و جزائر بن بلاّ و بومدين، يرون في تونس أنها مدّ للامبريالية الغربية و دولة قد تكون مقرّا لقواعد عسكرية أجنبية. و بما أن بورقيبة قد خلص من الزعيم صالح بن يوسف، إلا أن تنامي الفكر القومي و بصفة خاصة بين اليوسفيين القاطنين بقفصة أو عدد من الاطارات في الدولة أصيلي قفصة، جعلهم يتدربون بليبيا و الجزائر و يحصلون على السلاح من أجل القيام بانقلاب على بورقيبة في العام 1980. في تلك الفترة كان بورقيبة موجودا بنفطة و أبى العودة إلى قرطاج رغم الخطر المحدق به و بحياته. أرسلا فرنسا و المغرب و الولايات المتحدة الأمريكية أرسلت بوارج حربية و غواصات و طائرات و مساعدات عسكرية في محاولة لإفشال الانقلاب و هو ما تم و الحمد لله.


و لكن مواطني قفصة و بنزرت، يبدو أنهما لايزالان إلى اليوم يدفعان فاتورة محاولتهما اغتيال بورقيبة و الانقلاب عليه. تذكر المؤشرات أن أوّل المؤسسات الصناعية لن يتم بعثها في قفصة إلا في 1987، أما قبل ذلك التاريخ فلقد كانت مهملة تماما. أما بنزرت، فإن وجود ثكنة عسكرية و قاعدة بحرية و أخرى جوية، لم يسمح لها بالتطور كما أنها شهدت بعث أكثر المصانع تلوثا و خطرا مثل معمل الاسمنت و معمل تكرير النفط.


و الدليل على أن المدينتين ضلّتا من المغضوب عليهما، أنه و إلى وقت قريب لا نجد سياسيين أكفاء من الولايتين في الحكومة أو على رأس وزارات سيادية أو خدماتية مهمة. أما المدن الحليفة فلقد كان لها حظ أوفر ليس فقط مثل منطقة الساحل بل و كذلك مثل قابس و صفاقس و الكاف و حتى رأس الجبل من ولاية بنزرت و هي موطن رأس الوزير السابق حسان بالخوجة


صحيح أنني لا أريد أن أتحدث عن الجهوية لأنني مؤمن بأنه لنا وطن واحد هو تونس، و لكن علينا أن تعترف أن عددا من الأخطاء اقترف في الماضي و حتى في الوقت الحاضر. و لكننا لم نخسر شيئا...مازلنا قادرين على أن نتفادى الأسوء. أحدهم قال لي، و هو سبق له و أن تناول العشاء مع عدد من الانقلابيين: إن قفصة دائما معارضة