إنهم في سن يافعة..أطفال يؤمون الصفوف من 3 إلى 6 ابتدائي و السنوات 7 و 8 أساسي..شاركوا في مسابقة محلية للرسم موضوعها كيف ترى تونس بعد 20 عاما من التحول؟. الموضوع ليس بسهل على أطفال أعمارهم تتراوح بين 8 و 14 عاما. جميعهم لا يعلمون عن الزعيم بورقيبة و حكمه إلا ما كتبته كتب التاريخ و تناولته الصحافة المكتوبة و المسموعة و المرئية أو تناقله الآباء و الأجداد. و مع ذلك كانت النتائج مبهرة و مضحكة.أطفال رسموا ما تعيشه تونس و برهنوا أنهم ليسوا على هامش المجتمع..بل هم جزء لا يتجزأ منه..يتأثرون بما يدور من حولهم و لكنهم عاجزين عن إيصال أفكارهم فكان الرسم هو الوسيلة لإيصال صوتهم...صور أجهزة الحواسيب كانت حاضرة..دلالة على الثورة الاعلامية التي تعيشها البلاد..كلام كبير بمعانيه صدر عنهم..مثل..التنمية..مدرسة للجميع..مستشفى للجميع..دار شباب و ثقافة..أو أجهزة إرسال للاتصالات..الاهتمام بالبيئة و أهمية الوقت و النظام..أو كذلك صور ترسم فقرا و سوء حال قبل التغيير و النصف الآخر يرسم عيشا كريما و تنمية مستديمة..آخرون رسموا جامع العابدين الذي لم يغب عن عدد كبير من الرسوم..و عدد آخر ذهب إلى أبعد من ذلك عندما كتبوا مع بن علي 2009..إنهم أطفال..و لكنهم برهنوا أنهم على علم بما يدور داخل حدود الوطن