اليوم: الجمعة 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2007...التوقيت: السابعة صباحا بتوقيت غرنيتش. كنت مع أحد أصدقائي أقود السيارة عندما بدأنا مناقشة الملف اللبناني في الوقت الذيكان يتأهب فيه النواب إلى التوجه إلى مجلس النواب لحضور جلسة انتخاب رئيس لبنان العتيد و لأول مرة دون تدخل أجنبي
تحدثنا عن مبادرة العماد عون التي أتحفنا بها سويعات قبل الجلسة. يبدو أن الرجل أصبح يعتبر نفسه ملكا و نصب نفسه وصيا على المسيحيين و لاسيما الموارنة و آخر بدعه أن يسمي هو رئيس لبنان المقبل على أن يسميالشيخ سعد الحريري رئيس الحكومة و يكون ذلك لفترة انتقالية..رائع...يا له من اغتيال جديد للدستور بل و اغتيال لإرادة اللبنانيين و حرية الاختيار
على كل كان من الواضح أن اليوم سيكون طويلا و هو ما كان. الجميع على قدم و ساق من ساحة النجمة إلى السراي الحكومي إلى قصر بعبدا. الأنفاس كانت محبوسة لا سيما مع اقتراب مغادرة الرئيس لحود و لكن وعي اللبنانيين و رغبة الساسة اللبنانيين جنبت البلد التوجه نحو الهاوية. و كانت الصحف السورية الصادرة صباح الجمعة و اليوم السبت تتحدثعن حرب أهلية وشيكو فيلبنان و عن تقتت لبنان إلى دويلات طائفية و قيام فيدرالية. إنها خطط بائسة قصد بث الرعب في النفوس و تصوير أن الوجود السوري هو الوحيد القادر على حفظ الأمن في لبنان. و لكن الاحداث أظهرت أن اللبنانيين واعون بالمخاطر و جميعهم مصر على أنه لا لحرب أهلية و الجميع متفق على التوصل إلى حل و من هنا أدعو الجميع في لبنان إلى مراجعة الحياة السياسية و نظام الحكم. فما يسمى بالديمقراطية التوافقية أضحى وهما لا يسبب سوى التعطيل كما أن تأليف حكومة بين الموالاة و المعرضة يتعارض و مفاهيم الديمقراطية و التداول على السلطة كما أنه يلغي مفاهيم الأكثرية و المعارضة.
إنه نظام غير منطقي و غير متوازن أظهر عقمه و عيوبه و لفترة طويلة..الأغلبية هي أغلبية و ليس من العدل أن تصبح الأغلبية حبيسة المعارضة تتأتمر بأوامرها. و حتى أكون عادلا، فإن دخول فرنسا و الولايات المتحدة على الخط أفسد الأمور و أظهر قوى 14 آذار بمظهر المتعامل مع الغرب و هو أمر غير صحيح و دقيق. فالمتابع للساحة اللبنانية منذ أمد سيلاحظ أن قوى 14 آذار و منذ انطلاقها بصفة محتشمة في العام 2000 عندما أصدر المطارنة الموارنة من بكركي ندائهم الشهير الداعي لاستقلال لبنان و سيادته و خروج سوريا و معالجة سلاح المقاومة و تصحيح الوضع الداخلي و هي مبادئ تبناها الرئيس الشهيد رفيق الحريري و ذهب ضحيتها و عدد من السياسيين و الصحفيين فأثمرت قوى 14 آذار. على الأقل خلال ذلك اليوم المشهود و القسم الشهير الذي ألقاه النائب الشهيد جبران تويني، لم يعلن قادة 14 آذار عن ولائهم لجهات خارجية على العكس من يوم 8 آذار عندما أعلن السيد حسن نصر الله صراحة و علانية الولاء لسوريا و إيران. و لكن في العالم لا يمكن أن نطلب كم الدول عدم إعلان دعمها لدولة ما أو حكومة ما و لكن في لبنان يقع دائما تأويل الأمور خدمة لأغراض شخصية. أعتقد أنه يحق للبنان أن بفرض سيادته و استقلاله و من حق الفريق الحاكم الذي حصل عبى ثقة أغلبية اللبنانيين أن يختار معسكره حتى و لو كان ذلك المعسكر هو المعسكر الأمريكي و الغربي و على المعرضة أن تلعب دورها كمعارضة و أن تعمل على الوصول إلى السلطة بالطرق الديمقراطية و عندها يمكنها أن تضع برامجها و تحول مسار معسكرها إلى المعسكر السوري و الايراني أو غيره. على الجميع أن يقبل بقواعد اللعبة الديمقراطية و التداول على السلطة و أن يكون الشعب اللبناني هو الفيصل و الحكم
أخيرا تنفس الجميع الصعداء...الطريق طويلة و شائكة...الجميع على أمل التوصل إلى رئيس توافقي و أنا على أمل السماح لي بدخول لبنان دون خوف من المجهول