يحاول الكنغرس الأمريكي تمرير قانون يقر بإبادة الأرمن على يد العثمانيين. و تتعرض تركيا منذ فترة إلى ضغوطات الاتحاد الأوربي في نفس السياق. و لكنني شخصيا ضد هذا القانون. ليس حبا في تركيا و لكن لأنني أؤمن أنه من العدل أن نضع قوانين مماثلة تعتبر ما قام به الاحتلال الفرنسي و البريطاني و الايطالي في دول مثل تونس و الجزائر و المغرب و ليبيا و سوريا و لبنان من جرائم الحرب. لماذا يحاول العالم كله الوقوف ضد تركيا و اتهامها بإبادة الأرمن و يتناسى هذا العالم مأساة الفلسطينيين و اللبنانيين و معاناة العراقيين و السودانيين و غيرهم؟ إن كان من بد من تجريم مثل هذه الأفعال فلا بد من وضع قوانين تجرم لا تركيا فقط، بل و فرنسا و بريطانيا العظمى و الولايات المتحدة الأمريكية و إسرائيل و إيطاليا و ألمانيا و بلجيكا و هولندا و إسبانيا و الأمثلة كثيرة.
أم هل انه قانون الغاب بحيث أن القوي يأكل الضعيف و يفعل ما يشاء؟
أما عن الاسلام، فأنا لست ضد ديني و عقيدتي..ولكنني ضد الغلو في الدين أو التفقه في غير محله. للأسف أصبحنا نلاحظ بعض الظواهر الشاذة في تونس مثل إطالة اللحي و الحجاب لدى المرأة إلى حد الامتناع عن مصافحة الرجال و البعض في غلوه أصبح يكره التقاط الصور التذكارية. لا أعتقد شخصيا أن الله في كتابه الكريم قد تعرض إلى طريقة وضع الحجاب و عدد لفه حول الرأس و تغطية الرقبة و حتى أخمس اليدين و عدد "المماسك أو المساسك" - الدبابيس- و لون الحجاب أو الخمار أو عدم التحدث بين المرأة و الرجل. لقد تناسى الجميع أن المرأة مشاركة للرجل و شاركت الرسول الكريم فتحاته و كانت عضد الرجل الأيمن حتى خلال الغزوات. أما عن اللحي فهي مجرد سنة و ليست فرضا. كما أن إطالة اللحي يجعل صاحبها مخيف الشكل ناهيك عن عدد البكتيريا الموجودة هناك. ظاهرة أخرى في تونس هي لباس القميص و اللباس الأفغاني. ربما سيمتعوننا بعد فترة أن مرتدي الجينس و البدلات سيدخلون النار. أتوجه لهؤلاء متسائلا لماذا لا يرتدون لباسنا التونسي الأصيل من جبة و سروال عربي و بلغة؟ أليس أفضل من استيراد الجينز من أمريكا أو القميص من أفغانستان؟
ظاهرة جديدة..الامتناع عن التقاط الصور التذكارية بدعوى أنها حرام. أتوجه إليهم قائلا إن الله سبحانه و تعالى عندما حرم الصور التماثيل كان ذلك في ظرف معين. كان ذلك مباشرة بعد الخروج من الجاهلية و كانت الأغلبية من الأميين و بالتالي كان الله يخشى على عباده أن يرتدوا عن دين الحق فحرم الصور و التماثيل حتى لا يتذكرها عباده و يعودون إلى عبادتها و الدليل من خشية الله على عباده الردة عند وفاة الرسول و البلبلة التي وقعت بين المسلمين حتى صرخ فيهم أبابكر الصديق رضي الله عنه قائلا أن من يعبد محمدا فإن محمدا قد مات و من يعبد الله فإن الله حي لا يموت. اليوم جميعنا مثقفون وواعون ودخلنا المدارس و الجامعات و نعرف التمييز بين الأمور و لا أعتقد أننا اليوم نقبل عبادة صورة ما أو تمثال دون الله.
أضيف، لو أن الله حرم تحريما مطلقا أمورا مشابهة لتلك التي عبدها في وقت ما عباده فلماذا لا نطفئ الشمس و نفجر القمر و لا نشعل النار؟ ألم يعبدها في وقت سابق الناس و الحضارات و قد تشكل خطرا على الناس من حيث أنهم قد يرتدوا من جديد إليها؟؟
عندما نقول إن الاسلام دين كل زمان و مكان لا نعني بذلك أن التحريمات ستظل متلازمة و لكنها تقاس حسب الأوضاع و الأزمنة...فالجاهلية ليست بفجر الاسلام..و العصر الذهبي ليس بالقرن الحادي و العشرين