المفاجأة لم تكن فقط عندنا في المنزل..بل تجاوزت منزلنا إلى السراي الحكومي حيث الرئيس السنيورة، قريطم حيث الحريري، المختارة حيث جنبلاط بيك، معراب حيث الدكتور جعجع،بكفايا حيث الرئيس الجميل، و ربما المفاجأة تجاوزت الجميع حتى حلفاء حزب الله أنفسهم. من الطبيعي أننا نفرح لسماع خبر تبادل الأسرى و عودتهم إلى أوطانهم و ذويهم و تبادل رفات الأموات و بالتالي تكريمهم بدفنهم قرب أحبابهم، و لكن أن تتم هذه المفاوضات بصفة سرية و دون أن تعلم بها السلطات المختصة فإن هذا ضد سيادة الدولة و تكريس لمنطق الدولة داخل الدولة. إن سياسة حزب الله بدأت تتجاوز كل حدود المنطق و بات السكوت عن تلك التجاوزات أمرا خطيرا قد يؤدي إلى تفاقم الوضع فحزب الله أصبح يتعامل مع كل الملفات من منطلق القوة. فموقعه و امتلاكه للسلاح و استغلاله للمقاومة، يجعل الحزب يعتقد أنه في مكان عال عن العامة و هو مايذكرنا بالخليفة المعصوم و بالمهدي المنتظر و عدم المساس بالمرجعيات الشيعية. أنا لا أؤمن بالمساس إلا بواحد أحد: الله. فيما عدى ذلك الجميع قابل لئن يخطئ و يحاسب. لو أن الحكومة اللبنانية برئاسة السنيورة و بمتابعة قوى 14 آذار كانت هي التي تفاوضت سرا مع من يعتبرونهم عدوا، الاسرائيليين، ووفق شروط الله أعلم بمحتواها، لوصفوا بالخيانة و العمالة، لكن عندما يكون المفاوض هو حزب الله أو سوريا أو إيران فإن كل الخطوط الحمر تسقط و يصبح اللقاء مع العدو موعدا جديرا بحضوره..إنها سياسة حزب الله..فلا يكفيه أنه الطرف القادر على كل شيء و الذي يحق له كل شيء..بل و أيضا إن ما يعتبر حلالا على الحزب القيام به..هو حرام على الطرف المقابل..إنه بالفعل يثير اشمئزازي و الرغبة في التقيئ