بالرغم من أنني أؤمن بالحرية و الديمقراطية و حقوق الانسان و بالرغم من أنني لا أتصور نفسي أتعدى على حقوق شخص آخر أو أتسبب بالمأساة لعدد آخرين، و صدق عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما قال "متى استعبدتم الناس و قد ولدتهم امهاتهم أحرارا"، و بالتالي كانت تلك دعوة إسلامية لحماية حقوق الانسان و تكريسها، و لكن بالنظر إلى تعليقات عدد من الزائرين سواء لي أو لغيري من المدونيين، تكون في مجملها دون المستوى و هو ما يجعلني أؤمن بأ ن الشعب التونسي لم ينضج اليوم حتى يكون قادرا على ممارسة الحرية و على معرفة حدوده و كيفية التعامل و التخاطب مع الغير و بصفة خاصة احترام الرأي المخالف و محاججته بالأدلة و المعلومات لا أن يكون الرد عقيما نابعا من العاطفة أو قلة المعلومة حتى لا أقول عن جهل و ظلام. لا أذكر أنني وجهت كلاما لاذعا لأحد و حتى عندما تخطيت حدودي مرة مع أحد أصدقائي لم يغمض لي جفن قبل الصباح و طلب صفحه. الحرية هي ممارسة قبل أن تكون مطلب و إن أستعملت لخلاف ما وجدت، ستحل كارثة. من المؤسف أن مثل هذه التعليقات صادرة عن فئة مثقفة وواعية من أبناء تونس. الأمر خطير..فإن كنتم أنتم دعاة الحرية و الديمقراطية و العيش الكريم يصدر عنكم مثل هذا القول، فماذا عن المواطن البسيط أو المنحرف أو الجاهل؟ و ماذا عن أولي الأمر عنا؟ قبل أن تحصلوا على المزيد من الاصلاحات السياسية، أنصح الحكومة التونسية بإرسالكم إلى معسكر تدريبي و تهذيبي برجيم معتوق أو بغوانتنامو