عندما تمّ نفي الزعماء و المناضلين التونسيين أمثال الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة و المنصف باي و غيرهما خلال حركة المقاومة الوطنية للاحتلال الفرنسي، و عندما تم نفي عدد من الزعماء الفرنسيين سواء اختياريا أو قسرا مثل الزعيم شارل ديغول إلى بريطانيا خلال الحرب العالمية الثانية أو عندما انتقل الزعماء الفلسطينيون و مختلف فصائلهم من فلسطين المحتلة إلى عمان بالأردن أو دمشق أو بيروت أو تونس، ظلّ هؤلاء الزعماء يواصلون نضالهم و اتصالهم بالمقاومين و بأبناء وطنهم من مراكز المنفى و لم يتوقفوا يوما عن الكتابة أو إرسال المراسيل أو مخاطبة شعوبهم من إذاعات خارجية و لكنهم في كل الأحوال لم يتهاونوا عن مواصلة النضال و محاربة المحتل و العدو. و اليوم، يتعرّض أبناء الكلمة الحرّة إلى الاعتداء أو الحجب أو التضييق و هي سياسات سبق و أن عبّرت عن استيائي الشديد منها و هي لا تليق بما وصل إلى وطننا من تقدّم و ما بلغه شعبنا من وعي بالرغم من بعض مظاهر التخلّف في طريقة التعامل أو احترام القوانين. يؤسفني أن يطال الحجب مدوّنة قاسم و صحيح أنني من بين الذين استغربوا أن لا تتعرّض مدوّنته للحجب و هاهي اليوم تقع ضحية الحجب و القمع. في الحقيقة أوّد أن أعبّر أولا عن اندهاشي من عدد من المدونين الذين تحدّثوا عن حجب مدوّنة قاسم بإسهاب و تحليل كبيرين في حين أنني لم أقرأ لهم يوما و لو تعليق وحيد عن مقال كتبه قاسم و كأنما هم يخافون أن يضعوا تعليقا يتسبب لهم بمشاكل لاحقة فكانوا فقط يقرؤون دون أن يشاركوا برأيهم و اليوم تحوّلوا إلى مدافعين عنه. المهم رسالتي إلى قاسم هي، بما أنه سبق و أن نصّب نفسه رئيسا و قائدا أعلى للقوّات المسلحّة و متحدّثا رسميا و أوحد باسم المدونيين (كأمر منظمة التحرير الفلسطينية التي تحوّلت إلى ممثل شرعي ووحيد للفلسطينيين دون اعتبار لبقية الفصائل) فإنه بإمكانه مواصلة التدوين من خلال مدوّنات أخرى أو فتح مدوّنة جديدة و لكن عليه أن لا يفقد الأمل و أن لا يتوقف عن الكتابة و عن قول الكلمة الحرّة