يؤلمني أن أراقب قطار التدوين التونسي و هو يحيد عن سكّته...بالرغم من أن عالم التدوين في تونس يعتبر حديث العهد، إلا أنه بدأ يشيخ. عدد المدوّنات و المدوّنين تضاعف و يتضاعف باستمرار. الجميع كتب من أجل كل شيئ و من لا شيئ. الدافع لنا حبّنا لتونس و رغبتنا في لفت الأنظار لعدد من المشاكل التي يعانيها الوطن على مستويات مختلفة: سياسية، اقتصادية، اجتماعية، نعليمية، تكنولوجية، رياضية، ثقافية، فنيّة، قضائية، فكريّة...إلخ. و استطعنا بذلك أن نؤثّر و نتأثر بآراء بعضنا البعض و بأن نكوّن تحالفات و أعداء و أن نعبّر عن صوت من لا صوت له و أن ننقل ما يحدث في مناطق مختلفة من تونسنا الخضراء و أن نتبادل المعلومات و الأخبار التي قد لا يمكن للجميع للوصول إليها.
ربّما يعتقد البعض أن مجرّد التدوين هواية أو أنها مجرّد وسيلة لكتابة ما يجول بخاطر المرء و فكره أو أنها مجرّد مذكرات رقمية. يخطئ من يعتقد ذلك. إنها رسالة نبيلة أخذناها على عاتقنا إما طوعا أو من دون أن نشعر...أن نعبّر عن آرائنا و ندافع على قيمنا و نحاول تغيير واقعنا و إصلاح بلدنا، كل ليس بالسهل. و لكن اليوم، أرى أن عالم التدوين في تونس هو على شفير الانهيار. فعدد من المدونيين الأوائل، انسحبوا من عالم التدوين، أو هم انسحبوا من تن-بلوغز. و آخرون قليلا ما يكتبون و عدد آخر يفكّر في الانسحاب لأسباب عدّة: إما أنه غير راض عن عدد الزائرين لمدوّنته...أو أنه سئم ردّة فعل المدونيين و القراء إزاء ما يكتبه من مواضيع أو إنه اقتنع أنه لا يفيد العقّار فيما أفسده الدهر
اليوم أرى أن قطار المدونين في تونس بدأ يحيد عن سكّته و عن مساره...بدأ يشيخ قبل أوانه...في وقت تناسينا فيه التحديات التي تقبل عليها تونس و أوضاع أمتنا العربية و الاسلامية و ما يعيشه العالم من تقلبات و تغييرات، يتراشق المدوّنون التونسيون بالمقالات و الكتابات و التعاليق حول رفض قبول مشاركة عدد من المدونات في الجائزة السنويّة للمدونين. و آخرون يتراشقون الاتهامات حول من وطني أكثر من الآخر و عن مفاهيم مبهمة لم يحاولوا حتى تفسيرها مثل النخوة و الاعتزاز؟
ألا هل تعودوا إلى رشدكم يا معشر المدوّنين التونسيين؟ منذ متى أصبح الحصول على جائزة ما هو هدف التدوين و غايته؟ فالنلغي هذه الجائزة إن كانت سببا إضافيا في تأزيم علاقاتنا.
ما من أحد أفضل من الآخر...و لا من مدوّن أكثر وطنية من مدوّن آخر...جميعنا تونسيون...هدفنا الواحد و الأوحد هو تقدّم تونس...قد تختلف الرؤى و الطرق، و لكن يبقى الهدف واحد، فلماذا كل هذا النقاش الذي لا يعدو أن يكون مضيعة للوقت و الجهد؟ أليس من الأفضل أن نعيد اهتمامنا إلى وطننا و ما يحدث من أحداث محيطة بنا؟
ربّما يعتقد البعض أن مجرّد التدوين هواية أو أنها مجرّد وسيلة لكتابة ما يجول بخاطر المرء و فكره أو أنها مجرّد مذكرات رقمية. يخطئ من يعتقد ذلك. إنها رسالة نبيلة أخذناها على عاتقنا إما طوعا أو من دون أن نشعر...أن نعبّر عن آرائنا و ندافع على قيمنا و نحاول تغيير واقعنا و إصلاح بلدنا، كل ليس بالسهل. و لكن اليوم، أرى أن عالم التدوين في تونس هو على شفير الانهيار. فعدد من المدونيين الأوائل، انسحبوا من عالم التدوين، أو هم انسحبوا من تن-بلوغز. و آخرون قليلا ما يكتبون و عدد آخر يفكّر في الانسحاب لأسباب عدّة: إما أنه غير راض عن عدد الزائرين لمدوّنته...أو أنه سئم ردّة فعل المدونيين و القراء إزاء ما يكتبه من مواضيع أو إنه اقتنع أنه لا يفيد العقّار فيما أفسده الدهر
اليوم أرى أن قطار المدونين في تونس بدأ يحيد عن سكّته و عن مساره...بدأ يشيخ قبل أوانه...في وقت تناسينا فيه التحديات التي تقبل عليها تونس و أوضاع أمتنا العربية و الاسلامية و ما يعيشه العالم من تقلبات و تغييرات، يتراشق المدوّنون التونسيون بالمقالات و الكتابات و التعاليق حول رفض قبول مشاركة عدد من المدونات في الجائزة السنويّة للمدونين. و آخرون يتراشقون الاتهامات حول من وطني أكثر من الآخر و عن مفاهيم مبهمة لم يحاولوا حتى تفسيرها مثل النخوة و الاعتزاز؟
ألا هل تعودوا إلى رشدكم يا معشر المدوّنين التونسيين؟ منذ متى أصبح الحصول على جائزة ما هو هدف التدوين و غايته؟ فالنلغي هذه الجائزة إن كانت سببا إضافيا في تأزيم علاقاتنا.
ما من أحد أفضل من الآخر...و لا من مدوّن أكثر وطنية من مدوّن آخر...جميعنا تونسيون...هدفنا الواحد و الأوحد هو تقدّم تونس...قد تختلف الرؤى و الطرق، و لكن يبقى الهدف واحد، فلماذا كل هذا النقاش الذي لا يعدو أن يكون مضيعة للوقت و الجهد؟ أليس من الأفضل أن نعيد اهتمامنا إلى وطننا و ما يحدث من أحداث محيطة بنا؟