jeudi, décembre 04, 2008

حضن الأسد أرحم من حضن الأم







في بعض الأحيان يكون من المفيد جدا الارتماء في حضن الأسد و عقد هدنة معه. بل لربما يمكننا حتى أن نتغاضى الطرف عن مدلا خطورته أو ماهية الأعمال التي قام بها خلال أكثر من ثلاثين عاما من الوصاية و حتى بعدها. ألم نقبل مصافحة مجرمي حرب مثل غولدا مائير و إسحاق شامير و إسحاق رابين و شيمون بيريز و إيهود باراك و بنيامين نتنياهو و إرييل شارون و إيهود أولمرت؟ ألم يتحوّل البعض منهم من مجرمي حرب و أعضاء في الهاغانا إلى رجال أمن و سلام؟ إن كان بإمكاننا أن نصافح يهودا أو إسرائيليين فما المانع من أن نتصالح مع الأشقاء العرب و المسلمين؟ أليس الأقربون أولى بالمعروف؟ ألم تكن صراعاتنا دائما هي مع ذوي القربى؟ من اليهود أبناء العم إلى العرب و المسليمن الأشقّاء؟ و لم المشاكل؟ ما المانع لو ضمّ العراق الكويت؟ و السعودية مناطق من اليمن؟ و إيران جزر الإمارات؟ و سوريا لبنان؟ و الأردن أراض فلسطينية؟ و مصر أراض سودانية؟ و الجزائر أراض تونسية؟ و المغرب نقرّ تقسيمه و تكوين جمهورية الصحراء الغربية؟ و غيرها من الأشياء و التنازلات فنحن في النهاية أشقاء و ما لك لي.

يعني ما العيب أن يؤخذ القرار في دمشق لا في بيروت؟ أو أن تكون مصر أم الدنيا؟
أليس من الأفضل أن نقبل إختيار سوريا لرئيس لبنان على أن يختاره لنا البيت الأبيض أو الاليزي؟ ثم لماذا يتعب المواطن العربي و يشغل نفسه بالتفكير في حين أنه لديه مسؤولين قادرين على أن يقوم بكل أعماله نيابة عنه؟ في بعض الأحيان يكون الإرتماء في حضن الأسد عند البعض أرحم من حضن الوطن الأم. فالجنرال ميشال عون وصل إلى سوريا على متن طائرة رئاسية سورية خاصة...و كان في استقباله نائب وزير الخارجية السوري...و لقاء "القلب المفتوح" الذي جرى مع الرئيس السوري بشار الأسد وصفه بالممتاز و الناجح...أما عن الاستقبالات الشعبية العفوية و التي نظمها النظام السوري للجنرال فهي لم تكن لا على الخاطر و لا على البال: مئات أو ألوف المواطنين و الفرق الشعبية و الأعلام، تهتف للجنرال الذي مشى مختالا...كيف لا و الرجل لايزال يعتبر نفسه الرئيس الشرعي الوحيد للبنان عودة الصفاء إلى العلاقات بين من حارب الوصاية ليرتمي في أحضانها...لما لا؟ فمن أجل كرسي الرئاسة كلّ شيء يهون حتى و إن كان ببيع النفس إلى الشيطان