mardi, février 26, 2008

لبنانستان




العروبة، مقاومة الاحتلال، الشرف العربي، الاسلام، آخر معاقل العفة و القومية و الدفاع، آخر الصامدين في وجه المشروع الأمريكي و الصهيوني، لا للهيمنة الأمريكية على لبنان و المنطقة، لا للنفوذ الغربي، العمالة، الخيانة، إسرائيل، أنصاف الرجال، عدد الجماهير، شكرا لإيران، شكرا لسورية، شكرا لبشار الأسد، شكرا لسورية بشار الأسد. هذه هي أهم المفردات التي يرددها حزب الله و يرددها معه المتعاطفون معه من حول العالم و بصفة خاصة العالم العربي و الاسلامي. أعتقد أنه لا يحق لأحد أن يتربع على عرش العروبة أو القومية أو الدين و أن يصف نفسه بالمقاوم. جميعنا مقاومة...جميعنا نقاوم...كل من مكانه و حسب استطاعته و لكن المقاومة و الدفاع عن المصالح لا يعني أيضا كره الطرف الآخر و معاداته. جميعنا يقر أن أمريكا مخطئة في تصرفاتها تجاه العرب و جميعنا نتفق على أن إسرائيل لم تتلتزم يوما بعملية السلام. و لكن حتى نكون منصفين، هل كنا نحن أيضا في المستوى؟ ألا نتحمل أيضا نوعا من المسؤولية في ما يحدث لنا؟ لماذا يريد الجميع أن يحوّل لبنان إلى أفغانستان جديد حيث انعدام القانون و السلطة و حيث لا يمسك بزمام الأمور سوى فئة معينة هي حزب الله و من معه؟ ألا يحق لأكثر من نصف الشعب اللبناني أن يعيش بسلام و طمأنينة مثله مثل بقية الشعوب؟ أم أن حزب الله يريد من بقية الشعب اللبناني مغادرة البلد حتى تخلو له الساحة فيتحول إلى طالبان و يتحول لبنان إلى لبنانستان؟ لماذا كل هذه الاتهامات بالعمالة و الخيانة لفريق الرابع عشر من آذار؟ ألم يقل السيد يوما أنه لا يجوز قانونا إتهام سوريا بالاغتيالات في غيابة الحجج؟ فأين تلك الحجج أيها السيد النبيل و التي تجرّم فريق 14 آذار و تجرم حكومة السنيورة بالخيانة و العمالة خلال حربكم مع إسرائيل في صيف 2006؟ و الغريب كيف يمكن تخوين حكومة السنيورة مع أن وزراء حزب الله كانوا خلال تلك الفترة و طيلة الحرب و حتى بعدها ضمن الحكومة فلماذا لم يعترضوا عندها؟ لماذا وصف حليفكم الرئيس نبيه بري حكومة السنيورة بحكومة المقاومة السياسية إيمانا منه بأنها ساعدت المقاومة خلال الحرب؟ أعتقد أن نكران الجميل ليس من شيم العرب أيها السيد. و نقطة أخرى، ألم يعتكف وزراء المعارضة من الحكومة؟ فلماذا نسمع يوميا عن توجه بعضهم للوزارات للعمل، ألا يعني ذلك إقرارا منكم بشرعية الحكومة؟ ألم تتوجهوا إلى حكومة السنيورة التي تصفونها بالغير شرعية و غير دستورية و غير ميثاقية للتدخل لدى الجيش و الأمن حتى تفرج لكم عن شاحنة سلاح قادمة من سوريا ضاربين عرض الحائط بقرارات مجلس الأمن و تدخل فؤاد السنيورة ضد الامم المتحدة و الغرب داعما المقاومة؟ أليست حكومة السنيورة الغير دستورية و الغير ميثاقية و الغير شرعية هي التي منحت حليفكم العماد عون ترخيص البث لقناته أو تي في؟ و الآن تتحفنا أيها السيد بالحرب المفتوحة و أنها الحرب التي ستقضي على الكيان اليهودي. يخيفني ما تقوله....يرعبني ما تخفيه، لأن الصورة أصبحت واضحة المعالم. هناك انقلاب على السلطة في لبنان، هناك مخطط لدفع الموالين للسلطة على مغادرة البلد و بقاء أتباع 8 آذار فيها و العمل على استقبال العرب و الأجانب الراغبين في القتال حتى يتحول لبنان إلى معقل للتدريب و لفتح جبهة شمال إسرائيل. و لكن، لماذا لا تتوجهون إلى سوريا و تحاولون أرساء دعامة للمقاومة هناك؟ إذ أنه يبدو أن الأشقاء السوريين قد فقدوا معنى المقاومة فهم منذ سنوات عدة لم يتحركوا تجاه الجولان المحتل إلا من خلال الخطب المكتوبة و بصراحة أعتقد أن الرئيس التونسي بن علي تحدث عن الجولان و عن هويته العربية أكثر من الرئيس السوري نفسه. سيدي حسن نصرالله، يعتقد عدد كبير من القراء أنني ضد المقاومة و أنني مع نزع سلاح حزب الله ضمانا لأمن إسرائيل و لكن ذلك غير صحيح. فأنا لست ضد المقاومة أو السلاح و لا يهمني أمركم و إسرائيل، أنا فقط ضد ما تقومون به في الداخل اللبناني، ضد سياسة التعطيل، ضد سياسة لي الذراع و التي تكاد توصلنا إلى الحرب الأهلية ، أنا ضد سياسة الحزب الداخلية و أرجو فعلا أن يتوقف الجميع عن أسلوب التخوين و اتهام البعض بالعمالة دون وجود الحجج القانونية و أن نتوقف عن استغلال القضية الفلسطينية. من يريد تحرير فلسطين فاليتوجه إلى فلسطين أما عن لبنان فاتركوا البلد يعيش