صعوبات جمّة تقف أمام توجهي إلى بيروت منذ أكثر من سنة. فبسبب الاغتيالات السياسية المتعاقبة و بسبب حرب تموز/جويلية 2006 و نظرا لظروفنا العائلية الخاصة و بسبب تحضيري لأطروحتي في وقت سابق و بسبب تنبيه من أحد الدبلوماسيين اللبنانيين بتونس أنه و ضمانا لسلامتي فمن الأفضل عدم التوجه إلى لبنان، أجلت و لأكثر من مرة سفري. و اليوم أؤجل سفري إلى ما بعد انتخاب رئيس للبنان و تبلور المشهد السياسي اللبناني، و لأنني كنت أرغب في أن أكون غدا 14 شباط/فيفري بساحة الشهداء إحياءا لذكرى الرئيس الشهيد رفيق الحريري و كذلك إحياءا لذكرى جميع الشهداء و الجرحى من سياسيين و صحفيين و مدنيين الذين ذهبوا نتيجة سلسلة الاغتيالات البربرية، من أجلهم و من أجل لبنان، أردت أن أكون هناك و لكن هذا لم يمنعني من أن أساهم من موقعي، من هنا، في حشد الأصدقاء و الأقارب هناك للتوجه إلى الساحة من أجل لبنان و سيادته و استقلاله و حريته. كنت أتحدث إلى صديقة لي هناك فوصفت الأوضاع: هناك توتر كبير...الأوضاع متشنجة...هناك عملية حشد و تعبئة كبيرتين لمناصري 14 آذار...أتمنى أن يمر يوم غد على خير
سيمر الغد على خير انشاءالله...لأن من سينزل يوم غد إلى ساحة الشهداء، سينزل ليس فقط من أجل الحريري، بل من أجل لبنان...من أجل الاستقلال و الحرية و السيادة...عندما نزل فريق 14 شباط بـ 14 آذار، نزل ليقول نعم للاستقلال، نعم للحرية، نعم للسيادة، لم يقل شكرا أمريكا أو شكرا فرنسا، و لم يقل شكرا "لسورية حافظ الأسد"..."شكرا لسورية بشار الأسد" كما قالها حسن نصرالله يوم 8 آذار/مارس. و في الختام لدي سؤال يحيرني منذ فترة: كيف يمكن للقاتل و للمخطط و للمنفذ و للمشارك بعمليات الاغتيال و الترويع أن يخلدوا إلى النوم بضمير و قلب صافيين؟