vendredi, mai 08, 2009

عندما يتحوّل قرّاء المدونات إلى مجرد أرقام: مثال...سامي بن عبد الله و عندما يتحوّل التدوين إلى عمى ألوان: مثال كلانديستينو




ما هو السبب الأصلي و الأساسي وراء التدوين؟ و ما هو الهدف من التدوين؟ أعتقد أنهما السؤالان الجديران باختزال كل الأسباب التي تدفع بنا إلى التدوين


بالنسبة لي، أعتقد أن عالم التدوين هو عالم يسمح للمدوّن بـ:
- طرح أفكاره و الدفاع عنها و البحث عن أكبر عدد من الأشخاص الذين يؤمنون بنفس الأفكار و القادرين عن نشرها
- نشر معلومات و معطيات، على تكون مؤكدة و من مصادر موثوقة لا عن وكالات العنعنة (عن فلان، عن فلان، عن فلتان)، حول مواضيع و مظاهر نتفق جميعا أننا نحاربها مثل تجاوز السلطة و استغلال النفوذ و خرق القانون
- الدفاع عن حقوق الانسان و الرغبة في الرفع من مستوى العيش ببلادنا
- النقد النزيه و المثمر القادر على تقديم المقترحات و البديل لا أن نتوقف عند مجرّد النقد أو "الهزّان و النفضان" أو "التّنبير" و هي خصوصية تونسية
- تبادل الآراء و الأفكار و التحاور حول مواضيع خاصة و أخرى عامة


و بالإضافة إلى كل ما سبق، فإنني أعتقد أنه من المفيد أن يلتزم الجميع بقواعد و ضوابط و أخلاقيات في التعامل فيما بيننا.فلا يحق لأحد أن يتّهم الآخرين أو أن يهينهم أو ان يتعرّض إلى أعراضهم و عائلاتهم و شخصهم بالسوء فقط لسبب واحد وحيد هو: الحق في الاختلاف


إن كنتم مع حقوق الانسان و الديمقراطية و الحريات، فاعلموا أنه من بين تلك الحريات الحق في التعبير و الحق في الاختلاف و الحق في الاختيار. بالتالي لا يحق لأي شخص أن يتعرّض للآخر بالسوء أو التقزيم أو التصغير أو التشهير بسبب أنه لا يشاطرنا الرأي أو بسبب أفكاره و معتقداته


فإمّـــــــــــــــا أن تقبلوا باللعبة الديمقراطية و بكامل أصولها و إلا فإنكم لستم سوى وجه لعملة واحدة

لست هنا من أجل إقامة عداوات بقدر ما أنا أدوّن أفكاري و قناعاتي أو وجهات نظري و هي في أحيان كثيرة لا تعبّر عن رأيي الشخصي بقدر ما هي مرتبطة بنواحي قانونية أو ذاتية


يعني مثلا، فيما يتعلّق بموضوع صخر الماطري و ما نشره العديد من المدونين فيما يتعلّق بشرائه لفيلا بكندا و عن حقيقة سعرها و ما نشرته أنا و الردّ الذي ورد من كلاندستينو، أرى أن الموضوع غير مهم و غير جدير بأن نخوض فيه أصلا لأن الرجل هو رجل أعمال يحق له أي يقتني و يبيع ما يريد و لا يحق لنا ان نحاسبه عن تصرفاته خاصة و أن الجميع يعلم أن أمواله متأتية من عائلته الميسورة أصلا و ليس بسبب استغلاله للنفوذ كونه صهر الرئيس، على الأقل بالنسبة لصخر


بالتالي ما نشره كلاندستينو في ردّه عليّ، أرى أنه عار من الصحّة و لا يمت للواقع بصلة و هذه المظاهر، مع كامل احترامي لكلاندستينو و جرأته التي تعجبني و تميّزه، هي التي أحاربها و لن يثنيني شيء عن ذلك. و إن كان البعض يعتقدون أنني سأنحني أو أنني سأغادر تن- بلوغز يوما مثلما كان الأمر مع عدد من المدونين السابقين، فهم حالمون، واهون و بالتالي هم لا يعرفونني و لا يعلمون مع من يتعاملون


عزيزي كلاندستينو، أرى أنك مصاب بعمى الألوان بحيث أنه لم يعد باستطاعتك أن تتبيّن الخيط الأبيض من الخيط الأسود و التدوين ليس بلهو بل هو يقيّد الشخص بأرائه و يجعله مسؤولا أمام الجميع و مغالطة الرأي العام ليس بالأمر السهل أو الهيّن، كما أنه ليس بمجال للاستهزاء بالآخرين


أما بالنسبة لسامي بن عبد الله، فإنني أتسائل، و السؤال ليس من العيب أو بالحرام، هل عدد الوالجين إلى مدوّنة شخص ما و ارتفاع عدد القرّاء هو المهم؟ أم هل أن الأهم هو المواضيع التي يتناولها المدوّن؟

و بالتالي إن كان هذا المدوّن يعتبر أن عدد القرّاء لمدوّنته هو الأهم، بل وضعه هدفا في حدّ ذاته، فإن هذا يفسّر الأسباب التي تجعل مثل هذا المدوّن يكتب في مواضيع معيّنة الهدف منها جلب اهتمام القرّاء قدر المستطاع حتى يصل للأهداف المرجوة و هي الآن 7000 قارىء شهريا بالنسبة لصديقنا سامي بن عبد الله


فهل أنت تختزل يا سامي عالم التدوين في مجرّد الأرقام؟


الآن أعلم لماذا أنت تكتب في مواضيع تستفزّ بها الناس و لكن أيضا علمت مؤخرا عن السبب و الخلفية الأساسية. في الواقع يا سامي، أنا فعلا أشعر بالأسف لما وقع لوالدك و لأنني أعلم معنى أن يتوفى الوالد في سن مبكرة خاصة و انني مررت بنفس التجربة. و لذلك، و احتراما لروح والدك، فلن أدخل في التفاصيل