lundi, mai 11, 2009

لَوْ كَانَ الحِجَابُ فَرْضاً لَفَرَضَتْهُ الدُّوَلُ الإِسْلاَمِيَّة

سبق لي و أن نشرت مقالا (هنا) كتبه أحد المدونون من الشرق تعرّض فيه إلى مسألة الحجاب بالحجة و البرهان و لكن المقال لم يجد الصدى المطلوب لأن عددا كبيرا من المدونين و القرّاء يعاني من عمى الألوان أو من السير في اتجاه واحد أو هم يصدون آذانهم عن الاستماع

المهم، بما أن هؤلاء الأشخاص كثيرا ما يستمعون إلى رجال دين و فقهاء من الشرق و بصفة خاصة من مصر و الخليج و على رأسهم السعودية و إيران، فتساؤلي واضح: لو أن الحجاب كان فعلا أجباريا، فلماذا في دول إسلامية و ترعى الاسلام كما أن دساتيرها إما هي مستمدة من الشريعة أو هي تطبق الشريعة أصلا، فلماذا يسمح للمرأة في تلك الدول بعدم التحجب؟

نعم، ففي السعودية مثلا، لا تجبر المرأة على التحجب إلا بالأماكن المقدسة أو ما يسمّى هناك بالعواصم المقدسة و هي مكة المكرمة و المدينة المنوّرة. أما في غير تلك المدن، أي في جدة و الرياض و الدمام و الظهران و حائل، و تبوك و جيزان و القصيم و عسير و بريدة و غيرها، فإن للمرأة حرية الاختيار

و في بقية دول الخليج، يسمح للمرأة أيضا بالاختيار بين لبس الحجاب و عدمه من ذلك الكويت و البحرين و قطر و الامارات. بل إن عددا كبيرا من نساء تلك الدول يعرفن تحرّرا لا مثيل له، يضاهي تحرر المرأة في تونس أو في الغرب

كما أن دولا إسلامية أخرى مثل إيران، يسمح فيها للمرأة بعدم تغطية كلي لشعرها. بل يمكن لها وضح الخمار أو الطرحة على جزء فقط. و كثير من النسوة و الفتيات يضعن خمارا أو طرحة من قماش خفيف لا يحجب النظر الأمر الذي يزيد من جمال الإيرانيات و فتنتهنّ

و كلامي هذا ليس من درب المهاترات، بل هو من الواقع المعيش ذلك انه لي أفراد للعائلة و أصدقاء بتلك الدول و بالتالي أعرف جيّدا عن ماذا أتحدّث

أوليست تلك الدول هي قائمة أساسا على الدين؟ فإن كان الحجاب إجباريا مثلما يدعي العديدون فلماذا لا تجبر المرأة في تلك الدول على وضعه باستثناء مكة و المدينة و هي بالأساس مدينتين لا يسمح لغير المسلمين بدخولهما؟؟؟؟ و لماذا يسمح لها بالقيام بأنشطة تجارية و تعليمية و خدماتية؟؟؟؟؟ تصل حدّ قيادة السيارة و اليوم هناك من تقود الطائرة (و لو متأخرة جدّا عن تونس)؟؟؟؟؟