mardi, mars 24, 2009

هناك فرق بين إرادة الشعوب و همجيّة الشعوب




صوّر عدد من الأشخاص أن الأحداث الأخيرة في جزيرة مدغشقر ليست سوى دلالة على إرادة الشعوب في الحرية و محاربة الديكتاتورية


و لكنني أعتقد أن من ظن أن الأوضاع في مدغشقر هي كذلك، فهو شخص يعاني من قصر النظر. هناك فرق بين إرادة الشعوب الحقيقية و بين أن تتحوّل تلك الإرادة إلى نوع من الهمجية


كيف يمكن لأشخاص أن يأتمنوا شخصا مثل الرئيس راجولينا الذي جاء على اساس أنه ممثل للشعب الذي ضاق ذرعا بغلاء الأسعار و المشاكل الاقتصادية لمدغشقر؟ أوليس من المفروض أن تكون المؤسسات الدستورية و مثل مجالس النواب و الشيوخ و صندوق الانتخاب هو الفيصل و الحكم بين المتنافسين و برامجهم؟ أم هل أنه كلما واجهتنا مشاكل تهربنا منها من خلال القيام بعصيان مدني أو الانقلاب على الشرعية بتعلاّت واهية؟

أتحدى أيّا كان أن شخصا مثل راجولينا يقوم بحلّها و الأمثلة لدينا في أفريقيا عديدة. أو لم ينقلب كابيلا الأب على موبوتو سيسي سيكو في الزائير و غير اسمها إلى الكونغو الديمقراطية بتعلّة أن نظام موبوتو سيسي سيكو هو نظام فاسد عمل على خدمة مصالح ضيّقة على حساب الشعب فماذا أعطانا كابيلا؟؟؟؟ لم يفي بأي وعد...بل تعدّدت بؤر التوتر في الكونغو و في النهاية أغتيل وورث ابنه كابيلا الابن الحكم



مدغشقر: هل هي مظهر من مظاهر إرادة الشعوب؟ لا أعتقد ذلك...أنا على رأيي...إنها مظهر من مظاهر همجيّة الشعوب و بامتياز