شيع لبنان يوم الجمعة الشهيد انطوان غانم و رفيقيه إلى مثواهم الأخير. الجنازة كانت كبيرة. كبيرة بحجم الكارثة التي وقعت و التي ذهب ضحيتها 5 قتلى و 95 جريحا. الشهيد انضم إلى 5 سبقوه إلى الشهادة على درب الحرية و الاستقلال. ربما من التسرع الآن مهاجمة سوريا أو غيرها و لكن لماذا دائما المستهدفون هم فقط من وقفوا ضد سوريا؟ لماذا نواب الرابع عشر من آذار يعيشون نوعا من التصفية الجسدية في حين نواب الثامن من آذار يعيشون الحرية في التنقل و الكلام و الكذب؟ جنازة غانم حضرها الكثير من أقطاب الاغلبية رغم المخاطر حتى تكون رسالتهم للقاتل أنهم لا يخافونه و أنهم مشاريع شهداء للمستقبل. قتاة المنار نقلت كلمة الرئيس الجميل و لكنها كالعادة توقفت عند ويل للمصلين و لم تبث كلمته كاملة بحيث كعادتها تحرف من الوقائع. لماذا كل ما ظهرت بوادر انفراج في لبنان إلا و اغتيل أحدهم أو سارعت سوريا إلى اتخاذ قرارات عدائية مجانية مثل تلك ضد الدور السعودي في لبنان؟ و الآن يتحفنا الجنرال ميشال عون بتصريحه لصحيفة الشرق الأوسط يقول فيها أنه يرى نفسه الشخص الوحيد المؤهل لرئاسة الحمهورية و يعتبر نفسه رئيسا شرعيا و أنه لن يتنازل عن الرئاسة إلا في حالة واحدة فقط هي وصوله لقصر بعبدا و من ثمة استقالته. مسكين الجنرال. يبدو أن علاجه من طرف أطباء نفسيين عندما كان في باريس لم يأت أكله. من الأفضل لعون الخلود إلى النوم و الراحة و الاستجمام و اللعب مع القردة و قطف الموز. أما البقية الباقية فرجاؤنا أن يتوقفوا عن العبث بالدستور. الدستور تحدث عن أغلبية الثليثين بالنسبة للدورة الأولى من انتخاب الرئيس و اكتفى الدستور بالزائد نصف واحد في بقية الدورات. و للثامن من آذار أقول: لقد انتهيتم..سنأتي برئيس منا..رئيس قوي..لا للوصاية..نعم للحرية و الاستقلال ...وسيبقى لبنان..سيبقى لبنان...سيبقى لبنان