mardi, août 14, 2007

الحرب على لبنان..المسؤول..الخاسر و الرابح





ثلاثة و ثلاثون يوما من استهداف الآلية الاسرائيلية للبنان في صيف ساخن من سنة ألفين و ستة. الحرب اندلعت بين المقاومة اللبنانية و الجيش الاسرائيلي و ذلك عندما أقدم حزب الله على خطف جنديين اسرائيليين من داخل الأراضي المحتلة أي متجاوزا الحدود. لا يمكن لأحد أن ينكر أن العملية كانت دقيقة و ناجحة و لكن الثمن سيكون باهضا فيما بعد. لا بد لنا من التعرض لما كان يعيشه الأشقاء الفلسطينيون في دلك الوقت. إذ كان قطاع غزة يتعرض لقصف اسرائيلي كثيف و حصار شديد ضد حكومة تترأسها حركة المقاومة الاسلامية حماس. يقال أن حزب الله قام بالعملية نتيجة لاسترخاء أمني شمال اسرائيل و كذلك رغبة من الحزب في تخفيف العبئ عن الأشقاء الفلسطينيين في غزة. شكرا يا سيد نصر الله لهذا الذكاء الباهر الذي كلف لبنان و غوة معا ما كلف. نعود إلى الوضع الاقليمي. إيران و سوريا كانتا في ذلك الوقت تتعرضان لحملة شرسة داخل و خارج الأمم المتحدة نتيجة الملف الايراني النووي و التدخل الايراني و السوري في العراق و لبنان و الجميع يعلم أن لبنان هي ورقة لعب في أيدي الغرب من جهة و سوريا و إيران من جهة أخرى. بالتالي فإن فوز فريق على آخر هو بمثابة فوز جهة على أخرى و إضعاف لها. جاءت العملية و حتى السيد نصر الله نفسه أقر بعد ذلك في كلمة متلفزة أن الحزب لم يكن يتصور أن الرد الاسرائيلي سيكون بتلك القسوة. كان يظن المسكين أن اسرائيل ستفاوض كما في السابق. فالحزب تفاوض في السابق مع اسرائيل و كانت ألمانيا الراعية. الحزب كان وقتها طالب حتى مفاوضات مباشرة مع إسرائيل. بعد ذلك و عندما حاولت الحكومة التدخل لدى أمريكا من أجل إيقاف العدوان الاسرائيلي وصفت حكومة السنيورة بالخائنة و العميلة..طبعا فإيقاف العدوان الاسرائيلي بتدخل الحكومة اللبنانية الشرعية كان يعني سحب البساط من حزب الله و سرقته الفوز المزعوم. لا بد من التضحية بألفي قتيل و عشرات الآلاف من الجرحى و المهجرين و المغادرين و السياح و البنى التحتية حتى يعلن حزب الله فوزه على العدو الاسرائيلي. أي عدو و أي فوز؟ إن العدو الأكبر هو عدو الوطن ووحدته و أمنه و سلامته. لا أرى فائزا في هذه الحرب و يخطئ من كان يعتقد أن اسرائيل كانت تبحث عن الجنديين. إسرائيل أرادت خلق منطقة عازلة بينها و بين حزب الله و لقد نجحت في دلك بمساعدة الحزب نفسه. للأسف فنحن العرب مازال ينقصنا الكثير الكثير لنتعلمه عن السياسة و التحالف و بعد النظر طالما أن العاطفة هي المحرك الأساسي لنا. اليوم يقول الحزب أنه بحاجة للسلاح لأن الخطر الاسرائيلي قائم و لكن يا عزيزي نصر الله نحن نعلم ان الخطر الاسرائيلي سيظل قائما إلى يوم يبعثون. فهل علينا أن نقبل بك و بسلاحك إلى ذلك اليوم؟ هل سيظل منطق الدويلات داخل الدولة قائما حتى ملاقاة الله عز و جل؟ ألا يمكننا أخذ الدروس و العبر من ملوك الطوائف و خسارة الأندلس؟ مساكين من ينادون بالنصر الالهي و جند الله و الشهادة في حين أن لبنان عاد عشرون سنة إلى الوراء في وقت هو في أمس الحاجة لأن يحقق برامج الحكومة التنموية