jeudi, août 23, 2007

في حديث خاص لديانا ماغازين السنيورة يؤكد على استقلالية القرار اللبناني و يوجه تحية حب و تقدير للرئيس بن علي و للشعب التونسي



شخص عادي..كريم..بشوش..مهما أساؤوا له أو لشخصه، يختار الصمت. وزير للمالية في عهد الرئيس الشهيد رفيق
الحريري و أحد أصدقائه المقربين منذ الطفولة. خريج الجامعة الأمريكية ببيروت. أفردنا بهذا الحديث الشيق
دياناماغازين: دولة الرئيس شكرا لاستضاقتك لنا في هذه الظروف
الرئيس السنيورة: العفو..لبنان بلدكم و انتو ضيوفنا على الراس و العين
دياناماغازين: دولة الرئيس ماذا تقول إلى التونسيين قبل أن نغوص في السياسة اللبنانية و تعقيداتها؟
الرئيس السنيورة: يبتسم..أولا أتوجه بالشكر الشديد لفخامة الرئيس زين العابدين بن علي الذي تربطنا به علاقات صداقة قوية و كثيرا ما تحدثنا عبر الهاتف حول لبنان و العلاقات بين بيروت و تونس..و هي علاقات قديمة قدم قرطاج و صور..هو شخص متفهم و واقعي و كثيرا ما وقف إلى جانب قضايا الحق و العدالة العربية..إنه رجل دولة من الطراز الأول..أما الشعب التونسي فهو شعب عزيز و قريب للبنان..لن ننسى وقوف الشعب التونسي إلى جانبنا في أحلك الظروف..أرسلوا لنا المال و الدم و الأغطية و الدواء خلال عدوان تموز السنة الماضية ..الخطوط التونسية كانت من أول شركات الطيران التي عاودت رحلاتها إلى بيروت بعد انتهاء الحرب..أتوجه بالشكر و التقدير لتونس رئيسا و حكومة و شعبا
دياناماغازين: دولة الرئيس بما أنك أتيت على ذكر عدوان تموز، هل لك أن تكشف لنا خفايا العدوان؟
الرئيس: يضحك..شو؟ امبين انك ما بدك هل العشية تمرأ على خير؟
دياناماغازين: ممازحا..ييه دولة الرئيس و لو؟ ما بدنا مشاكل أحسن ما رعد يضرب طيارتنا
الرئيس: لا لا انشاءالله خير..شوف نحنا بحايتنا ما هددنا حزب الله أو سببنا له المشاكل..منذ عقود طويلة اخترنا و اختار اللبنانيون جميعا طريق المقاومة و اعتبرناها مشروعة طالما أرضنا و لاسيما الجنوب اللبناني محتل. لم نسأل يوما حزب الله من أين لك هذا أو ماذا تفعل؟ كانت له الحرية المطلقة في التصرف و التنقل و كنا على علم أنه يملك شبكة اتصالات خاصة و على علم بترسانته العسكرية و علاقاته مع سوريا و إيران و لككنا غلبنا منطق الوطن و الوطنية و المقاومة قبل كل شيء . لا أخفي أنه كان هناك خلاف مع دولة الرئيس الشهيد رفيق الحريري..الحريري رحمه الله اعتبر ملف الاعمار و بناء الدولة الحديثة أولوية..لكن حزب الله اعتبر المقاومة أولوية..بالتالي كنا على خلاف حول الأولويات..مثل الخلاف حول من أتى قبل..الدجاجة أو البيضة...ثم اقتسم لبنان..الجنوب المقاوم و بيروت و الشمال ورش إعادة التعمير
دياناماغازين: ألا ترى دولتك أن هذا خطأ جعل الدولة تغيب أو هي غيبت عن الواقع؟
الرئيس: كلامك صحيح..و لكن كما قلت لك خلال تلك الفترة كانت هناك أولويات وضعناها كلبنانيين و منها خيار المقاومة..كما أننا كنا تحت الوصاية السورية المباشرة و التدخل الايراني..و مع وجود المحتل بالجنوب و قوات لحد العميلة كان الوضع معقد و خيرنا التزام الصمت
دياناماغازين: صمت كلفكم الحريري و فليحان و تويني و الجميل و عيدو و القائمة طويلة؟
الرئيس: صحيح
دياناماغازين: مقاطعا..هل لك أن تصف لنا الدور السوري في لبنان؟
الرئيس: سوريا دخلت لبنان العام ستة و سبعين. و لقيت دعما أمريكيا في ذلك. يجب أن لا ننسى أن عددا كبيرا من السوريين يعتبرون لبنان جزءا من سوريا أو ما يسميه البعض الشام الكبرى و هذا أمر خطير يذكرنا بإسرائيل الكبرى..على كل دخلت القوات السورية لبنان بدعم امريكي و عربي كان الهدف مراقبة الأمن و الهدنة و خطوط التماس بين الفرقاء اللبنانيين..سوريا تجاوزت واجباها و أصبحت تتدخل في السياسة اللبنانية و تتدخل عسكريا لصالح فريق ضد آخر أو تستعمل الفلسطينيين..ثم جاء اتفاق الطائف و من أهم بنوده خروج سوريا من لبنان ما أن يحل الأمن و الاستقرار بالبلد..مع تكوين الحكومات الأولى و بداية ورش التعمير و الترميم ما راعنا إلا أن سوريا ترفض المغادرة بل أصبح لها نفوذ قوي..أصبحت نقاط التفتيش بيد الجنود السوريين..أهم المواقع العسكرية و الأمنية..اختيار رئيس الجمهورية يجب أن تكون دمشق موافقة عليه..رئيس الحكومة و الحكومة اللبنانية نفسها يجب أن تحظى بالمباركة السورية..كنا نعيش أوضاع انتداب جديد
دياناماغازين: لماذا لم تقاوموا ساعتها؟
الرئيس: كلما حاول أحد معارضة سوريا إلا و اغتيل من طرفها أو بعلمها مثل الزعيم كمال جنبلاط و الرئيس رينيه معوض و الرئيس بشير الجميل أو في أفضل الأحوال كان المنفى نصيبه مثل الرئيس أمين الجميل و الجنرال ميشال عون
دياناماغازين: و لكن سوريا قدمت تضحيات
الرئيس: لا يمكننا أن ننكر أن سوريا قدمت تضحيات كبرى للبنان..فقدوا عددا من جنودهم دفاعا عن لبنان و إقرارا للسلم..و لكنهم لم يكونوا أوفياء لاتفاق الطائف
دياناماغازين: متى تدهورت الأمور مع دمشق؟
الرئيس: مع التمديد الغير دستوري للرئيس لحود. كنا نرغب أن يتم انتخاب رئيس جديد للبنان و لكن سوريا فرضت علينا التمديد لولاية الرئيس لحود
دياناماغازين: عفوا دولة الرئيس..و لكنكم قبلتم في السابق التمديد للرئيس الراحل الهراوي.
الرئيس: و برعاية سورية تلك المرة كذلك..نعم كلامك صحيح..و لكن الوضع كان مختلفا. بعد الألفين الاسرائليون غادروا لبنان..الجنوب عاد للوطن..عاد للبنان..الأمور في المنطقة تغيرت و التدخل السوري فاق الحدود..كان لا بد من إعادة النظر في سياستنا..كان لا بد لنا من إعادة السيطرة على البلد و بسط سلطتنا..عندها عارضنا التمديد للحود و كان الرد من دمشق إما التمديد له أو تهديم بيروت على رأس من عمرها و كان المقصود هنا الرئيس الشهيد رفيق الحريري
دياناماغازين: من عارض التمديد للحود بالمجلس النيابي؟
الرئيس: العديد كنت منهم..الرئيس الشهيد رفيق الحريري..النائب بهية الحريري..وليد جنبلاط..أمين الجميل..ستريدا جعجع..وليد عيدو العديد من وجوه الرابع عشر من آذار اليوم
دياناماغازين: دولة الرئيس إن قلت لك لعبة الورق فماذا تقول؟
الرئيس: مبتسما..مش حتجيبها البر..يضحك..لعبة الورق تذكرني بلبنان
دياناماغازين: كيف؟
الرئيس: لبنان مثل الورقة في يد القوى الأجنبية. في الوقت الحالي لا يمكن لمختلف القوى المتصادمة التصادم مباشرة و اندلاع الحرب بالمنطقة بالتالي لبنان أضحى ساحة لعرض القوة..سوريا و إيران من جهة و الغرب بقيادة الولايات المتحدة و فرنسا من جهة أخرى..و نحن نرفض هذا التدخل مهما كان الطرف..خلال الحرب سبق و رفضت مقابلة وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس التي اظطرت للعودة من اسرائيل الى واشنطن..لقد قمت بالفعل بطردها بطريقة او بأخرى..قلت لها سأكون مرحبا بك لو عدت إلى بيروت بقرار انهاء الحرب أما ان كنت ستعودين و الأبرياء يقتلون يوميا فإن جدول أعمالي لا يسمح بذلك. إن كنت مثلما يقولون أرضخ لأمريكا لستقبلتها..و لكن لبنان فوق الجميع
دياناماغازين: قوى المعارضة يقولون أن حكومتك تتلقى الأوامر من السفير الأميركي فليتمان
الرئيس: و الله هم كانوا بالحكومة و الحكومة مفتوحة لهم فإن كانت حكومة فيلتمان فاليقولوا لي ذلك
دياناماغازين: ماذا يقول دولة الرئيس عن مزارع شبعا؟
الرئيس: آه..امبين مش راح انطلع..ساخرا..و الله شوف..مزارع شبعا رغم صغرها إلا أنها أحد محاور المشكل اللبناني
دياناماغازين: نحنا بدنا نعرف هالمشكل و الحل لألو
الرئيس: نحن قدمنا ملفا كاملا للأمم المتحدة و دلائل و قرائن على أن مزارع شبعا هي مزارع لبنانية تحتلها إسرائيل. ماشي الحال؟
دياناماغازين: ضاحكا...ماشي الحال
الرئيس: طيب..إسرائيل قالت أنها تعتبر مزارع شبعا مزارع سورية احتلتها العام سبعة و ستين مع الجولان المحتل و بالتالي لا حل لمشكل المزارع إلا مع التفاوض المباشر مع سوريا. و أضافت إذا سوريا قدمت الدليل على أن مزارع شبعا هي لبنانية فعندها ستتفاوض مع الأمم المتحدة حتى تعود للبنان. سوريا أعلنت أن المزارع لبنانية و ليست سورية . عندما سألنا الأشقاء في سوريا أن يقدموا وثائق رسمية رفضوا ذلك
دياناماغازين: لماذا؟
الرئيس: و الله اسألوا دمشق العروبة و الأخوة. هم يرفضون حتى ترسيم الحدود و فتح سفارتا البلدين و تبادل السفراء و تطبيع العلاقات. اليوم يمكنك الدخول من تونس إلى لبنان و لا يمكنك ذلك من سوريا حيث لا سفارة و أعتقد أن أي دولة متحضرة في العالم و مستقلة لا بد أن يكون لها علاقات دبلوماسية و تراقب توافد الأجانب لها و تمسك بزمام الأمور الأمنية. نحن طالبنا بأقل ما يمكن من السيادة
دياناماغازين: فكان الثمن قافلة الشهداء
الرئيس: نعم قافلة من الشهداء. و نحن نتسائل لماذا فريق الأغلبية البرلمانية هو من يقدم الشهداء و لماذا تتدخل سوريا علنا و سرا كلما اقتربت المسألة اللبنانية من الحل
دياناماغازين: كيف تفسر معضلة مزارع شبعا إذا؟
الرئيس: كما تعلمون فإن حزب الله وضع نصب أعينه مقاومة الاحتلال الاسرائيلي..و كان سماحة السيد حسن نصرالله قد أعلن على التلفزيون أن مهمة حزب الله و مقاومته الشريفة تنتهي بخروج اسرائيل من كل الأراضي اللبنانية بما فيها مزارع شبعا. و أضاف أنه عندها و عندها فقط يتخلى الحزب على سلاحه و ينخرط في الدولة إما أن ينحل أو يصبح حزب سياسي كما هو الحال الآن. و لا يخفى على أحد أن سوريا حليف لحزب الله. بالتالي فإن إقرار سوريا الرسمي بلبنانية مزارع شبعا و ترسيم الحدود يعني خروج المحتل الاسرائيلي من آخر شبر لبناني و بالتالي سيكون حزب الله مجبر أخلاقيا باحترام مبادئه و التخلي عن سلاحه و انخراطه في الدولة المدنية. إذا ما حدث ذلك، مع انتخاب رئيس غير موال لسوريا، ستفقد دمشق و معها إيران عدد من حلفائهما بلبنان و يصبحان و حيدين في مواجهة أمريكا و ما يسمى بالمشروع الأمريكي و الصهيوني إلى آخره.
دياناماغازين: في آخر إحصاء قامت به مؤسسة مستقلة، عبر واحد و ستون بالمائة من اللبنانيين أنهم راضون عن الحكومة اللبنانية فماذا عن دستورية الحكومة؟
الرئيس: أود أن أؤكد أن الحكومة هي شرعية و دستورية و من يرى خلاف ذلك فالأمر سهل. ما عليه إلا أن يتصفح الدستور اللبناني و اتفاق الطائف. نحن حريصون على وحدة البلد و الحكومة. و الجميع شاهد على أننا نعمل من أجل . المصلحة الوطنية. عدد من المعارضة و منهم الوزراء المستقيلون يعتبرون الحكومة و قرارتها شرعية عندما يتعلق الأمر بمصالحهم مثل بعث الجنرال عون لقناته التلفزية أو وقوف الحكومة مع سلاح المقاومة الشرعي و يعتبرونها غير دستورية عندما نتحدث عن السيادة و الاستقلال و الحرية
. دياناماغازين: يقولون و على رأسهم الجنرال عون أن حكومتكم لم تنفذ برامجها
الرئيس: و الله الجنرال عون محق و لكنه أخفى نصف الحقيقة. لم ننفذ مشاريعنا التنموية و التي تصب في صالح كل اللبنانيين بسبب الاعتصامات و الاضرابات التي تنفذها المعارضة. الطرق مسكرة..الخيام بكل مكان..حتى انت التلي انك ما ادرت تيجي على بيروت في السابق بسبب الأمن..شوف انت كم من سائح و كم من مستثمر خسرناه و خسرو لبنان
دياناماغازين: ماذا عن الطائفية في لبنان؟
الرئيس: الطائفية داء قاتل..لبنان لكل اللبنانيين..نحن ضد الطائفية و أول من تحدث عن الطائفية هم الفريق المعارض..هذا أمر خطير في تاريخ لبنان
دياناماغازين: دولة الرئيس نحن نشكرك على هذه المقابلة اللطيفة و نترك لكم كلمة الختام
الرئيس: شكرا لك و لحبك و دعمك المتواصل للبنان..شكرا لكل الأشقاء المحبين للبنان و المناصرين له و لقضاياه..شكرا مرة أخرى لتونس و رئيسها و شعبها و أقول لكم سيبقى لبنان..سيبقى لبنان..سيبقى لبنان