vendredi, mars 14, 2008

ليكن محمدّا ص هو المثل الأعلى



مع تنامي حدّة الارهاب و الأعمال الانتقامية و مع اختلال موازين القوى في العالم و مع حالة التصادم التي يعيشها العالم
بين حضاراته و أديانه و ثقافاته،أصبح هناك خلط كبير بين مفهوم المقاومة المشروعة الهادفة لتحقيق استقلال و سيادة
شعب ما ومفهوم الإرهاب. و لكن عندما نتأمل المفهومين نستنتج أن الحدّ الفاصل بين المقاومة و الارهاب حدّ رفيع جدّا. إن استطعنا أن نجد الجواب الشافي للسؤال المحير و هو ما هي الأعمال التي يمكن تصنيفها ضمن خانة المقاومة و
تلك الممكن تصنيفها ضمن خانة الإرهاب، عندها فقط ، ربما، و أقول هنا ربما، أمكننا أن نجد الحدّ الرفيع الفاصل بين الارهاب و المقاومة. يقول البعض ممن اختاروا طريق المقاومة أنه لا يمكن أبدا أن نقاوم المحتل دون وقوع خسائر في
صفوف المدنيين العزل. بل إنهم يعتبرونهم مثلما اعتبرهم هتلر في السابق بمثابة ضريبة الحرب. و لكن ربما هنا يمكننا
أن نجد ذلك الحدّ الرفيع. فإذا كان الهدف من العملية الفدائية هو اعتراض قافلة عسكرية للعدو أو مهاجمة موقع حيوي
أو تخريب منشآت، هنا يمكن اعتباره مقاومة لأن العمليات هدفها استنزاف العدو و ضرب اقتصاده و استهداف جنوده
و قد يكون بين الضحايا مدنيين عزل صادف تواحدهم بالمكان أو مرورهم به لحظة العملية و لكن عندما يكون الهدف هو
المدنيين العزل عندما يكونون بالمقاهي و يركبون الحافلات أو بمراكز التسوق أو داخل المطارات أو بمراكز عملهم
المدنية و السلمية أو عند تنقلهم بمختلف الوسائل، فلا أعتقد أنه يوجد هنا وصف أقل من أن نصف مثل تلك الأعمال
بالارهابية لأنها تستهدف الجميع دونما انتقاء و قد يكون من بين الضحايا إن لم نقل أغلبهم أشخاص يكننون لنا الاحترام
و المحبة و يناصرون قضايانا و عدد منهم ربما من ديانتنا أن نختطف أشخاصا يزورون بلدنا و هم يختلفون عنا بالدين و الثقافة و الانتماء السياسي يكون غير مبرر إذا ما كانوا هؤلاء المختطفون مجرد سائحين أرادوا قضاء
إجازة بيننا لأنهم اعتبرون بلدا يستحق الزيارة و لأنهم استأمنوا أنفسهم فيما بيننا فلم يلاقوا منا إلا الغدر. نعم الغدر. أنا أعتبر كل تلك الأعمال التي تستهدف المدنيين الأبرياء أعتبرها غدرا و طعنة للإسلام و للمسلمين. إن هؤلاء الذين
يدعون دفاعهم عن الدين و عن الاسلام و المسلمين و عن القضية الفلسطينية و عن لبنان و غيرهم من مناطق العرب و المسلمين، إنما هم في واقع الأمرمجرد فئة ضالة، مخربة، إرهابية تستغل الدين خدمة لمآربها الشخصية. ألا
يدعي أمثال بن لادن و الظواهري و غيرهما أن المحرك الأساسي لهم جميعا هو القرآن الكريم و السنة النبوية؟ إذن، إذا ما كنا نريد اتباع الدين فاليكن محمدا ص قدوة لنا. عندما حارب رسول الله صلعهم الكفار، لم يغدر بهم، و لم
يستهدف نسائهم و لا أولادهم و لا شيوخهم و لا بهائمهم و لم يعترض سبيل مسالمهم، بل واجه جيوشهم بعد حلقات من المفاوضات و بعد تبادل الرسل و الرسالات. لماذا لا يكون إذن الرسول الكريم قدوتنا؟ أين نحن من الاسلام و من
المقاومة؟ كل ما أراه هو إرهاب و ترهيب. إرهاب في حق خصومنا، و ترهيب في حق أبناء أمتنا.