mardi, mars 04, 2008

عالم التدوين في تونس: حريّة التنبير لا حرية التعبير


توجه الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن إلى العالم بعيد أحداث 11 من سبتمبر 2001 الأليمة قائلا: إما أن تكونوا معنا و إلا فإنكم ضدنا. بالتالي هو لم يعطي للدول حق الاختيار أو حتى حق حجز مقعد للفرجة بل جعل الجميع أمام الحائط. فإما أن تعلن الدول حربها على الارهاب و مؤازرتها للولايات المتحدة الجريحة عندها، أو أنها ستكون في خانة الدول الداعمة للارهاب و الواقفة ضد الحياة. تلك هي الصورة التي أحملها اليوم على عدد من المدونين و المدونات التونسية و على عدد من القراء أيضا. كلما كتبت شيئا لا يعجب عددا منهم إلا و انهالت الشتائم و قلة الاحترام و الكلام البذيء و قلّة التربية، فلا يحاولون أن يحاججوني بل يهربون إلى الأمام، إلى السب و الشتم ماعدا العدد القليل من الذين يحاولون تقديم أدلة تقر أو تدحض ما كتبته في إطار الاحترام المتبادل. و أود هنا أن أذكر عددا من المدونين و القراء أنهم يقولون دائما أنهم يناضلون من أجل حرية التعبير و من أجل حقوق الانسان و من أجل الديمقراطية و من أجل حق الشعوب في اختيار حكامها و تقرير مصيرها و الشعارات مازالت طويلة و عديدة، و لكن تجربتي القليلة معهم برهنت أنهم أكثر الأشخاص ديكتاتورية و تصلبا و كرها و حقدا و حسدا و بغضاءا. إن الايمان بالحرية يعني أن تحترم آراء الغير مهما اختلفت عن آرائك و معتقداتك و لا يملك أحد حق إجبار شخص آخر على أن يركع له و يتبع خطاه. لكل منا شخصيته و ثقافته و قناعاته التي قد تختلف معنا إلى حد الضد و لكن ذلك لا يعطينا الحق في إقصائه أو تقزيمه أو تهميشه أو تشويه صورته لأننا بذلك نقع في أخطاء من ننتقد. و في الحقيقة لاحظت أنه كلما وجهت نقدا إلى السلطة أو بعض مظاهر التخلف أو استغلال النفوذ أو الفساد، إلا و كانت تعليقات القراء قليلة بل و شحيحة و كأنهم يخافون تسجيل و لو كلمة واحدة قد تسبب لهم المشاكل. أما إذا كتبت أمورا إيجابية حول عدد من النقاط و المواضيع، إلا و تتحرك لديهم دوافع الكره البغيض للسلطة و للبلد فتتحرك أيديهم و تتوالى التعليقات و الشتائم. أما عن لبنان فحدث و لا حرج. و هنا أود أن أوضح شيئا: عندما أنتقد المعارضة اللبنانية و بصفة خاصة حزب الله فإن ذلك لا يعني أنني أنتقد المقاومة بل أنا أنتقد طريقة حزب الله في التعاطي مع المسائل السياسية اللبنانية و تعطيله و حلفائه للعمل الدستوري و التشريعي. على كل، النتيجة التي خرجت بها هي أن البعض يدافع عن حرية التنبير لا حرية التعبير