اختلفت القوى السياسية حول تسميتها : فالثامن من اذار وصفتها على لسان الرئيس برّي " بالعادية والمذهبية والفئوية والطائفية والجبهوية والمالية"، في حين يؤكّد أقطاب ثورة الارز على أنها مفصلية وهي معركة لاتخاذ موقف وطني مصيري والاختيار بين السيادة و التبعية... انها انتخابات السابع من حزيران 2009، الاستحقاق النيابي الثاني بعد انتفاضة 14 اذار 2005.
ولهذه الانتخابات مقاربة اخرى، شاءت الصُدف أن أتحدث عنها في ذكرى "الاحداث" اللبنانية 75-90 التي كان من أهدافها ترحيل المسيحيين من لبنان وجعل أراضيهم وطنًا بديلا للفلسطينيين. ولكنّ الذاكرة خانت الكثير من اللبنانيين الذين نسوا أو تناسوا أن فشل هذا الوطن البديل أو ما يُعرف بمشروع "كيسينجر"، جاء على حساب تضحيات نخبة من خيرة الشبان الذين استشهدوا للدفاع عن وجودنا والحفاظ على تراثنا ولنبقى في وطننا أحرارًا ولكي لا نتشرذم في بقاع الارض . فهؤلاء الشباب الذين قدموا أرواحهم في سبيل وجودنا، حافظوا بذلك على بقاء لبنان، الكيان الفريد في العالم . فإلغاء أي طائفة من مكونات وطن الارز الثمانية عشرة سيفقده حتما اسمه وتميّزه في التنوّع، فيتحوّل إلى بلد عادي مشابه لمحيطه حيث الحياة لا طعم لها ولا لون.
وعليه، فإنّي أرى أنّ الانتخابات هذه السنة كما على الدوام يجب أن تتمّ تحت عنوان واحد لا ثاني له : "الوفاء لشهدائنا" ؛ شهداء الخطّ السيادي ولبنان أولا، الشهداء الذين سقطوا في حرب الغريب على أرضنا، شهداء لولاهم لما كنتُ أعيش اليوم في بلدي بكرامة، لولاهم لكنتُ مشرّدًا في صحراء "نيفادا" أعيش كما الفلسيطني في الدول العربية : داخل مخيمات مهملة ، منعزلا في محيطٍ عنصري، مُجرّدًا من أدنى حقوقي الانسانية ، بحيث لا أستطيع ممارسة أي نشاط اجتماعي أو حتّى الحصول على وظيفة تلائم كفائتي ، وهذا في حال تمكنتُ من التعلّم أصلا .
ولذا، فأمام تضحيات هؤلاء الشهداء ، أنحني لأؤكّد عجزي عن ايفائهم حقهم مهما سعيت للعرفان بجميلهم . فماذا يمكن أن أقدّم لانسان افتداني بروحه ؟!! خسر حياته لأربح عمري !!! لا يمكن أن أنسى أيّ شهيد أريقت دماؤه على مذبح الوطن ، فكيف بالأحرى لو أنّه استشهد ليدافع عنّي شخصياً ؟!!
كيف أنسى شهداء 27 ايلول 1986 الذين حموا شوارع ساحة ساسين حيث كانت عائلتي تقطن ولم أكن قد تجاوزت الخمسة والعشرين يوما من عمري ؟ ليتني أحصل على لائحة بأسماء أبطال هذا اليوم لأتكمن من شُكرهم ولو بوردة على أضرحتهم الشريفة.
هذه الوردة أهديها أيضأ لكل الشهداء الذين دافعوا عن لبنان في زمن السلم في فترة الوصاية، لشهداء الصحافة والكلمة الوطنية الجريئة من فؤاد حداد إلى جبران تويني مروراً بسليم اللوزيى، ولشهداء ثورة الارز كلهم دون استثناء وحتى الناجين منهم، من مروان حمادة إلى خالد الطيعمي . كما أهديها لعائلات الضحايا التي تبكي وجع الغياب على غالٍ فقدوه أو عزيز اشتاقوا إليه.
أمّا مسؤولية الاعتناء بهذه الورود فسأوليها إلى حاملي شعلة شهدائنا . وبغضّ النظر عن أسماء هؤلاء الورثة ومدى معرفتنا الشخصية بهم أو المآخذ التي قد نسجلها بحقهم في بعض الاحيان ، فمن واجبي في 7 حزيران التصويت في بيروت : لنائلة تويني ، بنت الحرية ، بنت جبران صاحب الكلمة الجريئة والصريحة التي لم تساوم يوماً على لبنان؛ ولنديم الجميل ، ابن شهيد الجمهورية والقائد الذي صان الاشرفية في أصعب الظروف من الفلسطيني والسوري . وفي زحلة، هل يمكنني أن أصوّت إلاّ لايلي ماروني ؟ وكيف أتغاضى عن الدور الكتائبي التاريخي في الحفاظ على عروس البقاع ؟ يكفيني أن أمنح صوتي لمحام رصين برهن عن كفائته في وزارة السياحة . أمّا في بشرّي وسائر أقضية الشمال، فمن ضحّى أكثر من القوات اللبنانية ليستحقّ صوتي ؟ ومن وقف في وجه السوري في بلاّ وقنات وغيرها من البلدات الشمالية والبقاعية، ومن صان كرامة أهاليها غير القوات ؟ أيُعقل ألا نقف إلى جانب ستريدا جعجع وايلي كيروز، مرشّحا حزب القوات اللبنانية الذي قدّم أكثر من 15000 شهيداً قرباناً على مذبح الوطن ؟
ولذلك ... ففي 7 حزيران سنتوجّه إلى صناديق الاقتراع في الدوائر كلّها لنوجّه كلمة حقّ وإخلاص لشهدائنا، ووفاء لمن وهب حياته لنحيا، ولنقول " لا " لمن يريد بيع لبنان ،لا للزعامات "الموسمية"، لا لمن يريد لبنان ساحة حروب وصراعات، فنحن ندرك جيدا معنى الدمار ووقوع الضحايا . فكرمى لدموع أهالي الشهداء، سننتخب لوائح لبنان أوّلا لكي يرتاح أبناؤهم في مثواهم ويطمئنوا أنّ ما زرعوه قد أثمر: لبنان الازدهار والوحدة، الحاضن لكلّ أبنائه.
بقلم طوني حدشيتي
ولهذه الانتخابات مقاربة اخرى، شاءت الصُدف أن أتحدث عنها في ذكرى "الاحداث" اللبنانية 75-90 التي كان من أهدافها ترحيل المسيحيين من لبنان وجعل أراضيهم وطنًا بديلا للفلسطينيين. ولكنّ الذاكرة خانت الكثير من اللبنانيين الذين نسوا أو تناسوا أن فشل هذا الوطن البديل أو ما يُعرف بمشروع "كيسينجر"، جاء على حساب تضحيات نخبة من خيرة الشبان الذين استشهدوا للدفاع عن وجودنا والحفاظ على تراثنا ولنبقى في وطننا أحرارًا ولكي لا نتشرذم في بقاع الارض . فهؤلاء الشباب الذين قدموا أرواحهم في سبيل وجودنا، حافظوا بذلك على بقاء لبنان، الكيان الفريد في العالم . فإلغاء أي طائفة من مكونات وطن الارز الثمانية عشرة سيفقده حتما اسمه وتميّزه في التنوّع، فيتحوّل إلى بلد عادي مشابه لمحيطه حيث الحياة لا طعم لها ولا لون.
وعليه، فإنّي أرى أنّ الانتخابات هذه السنة كما على الدوام يجب أن تتمّ تحت عنوان واحد لا ثاني له : "الوفاء لشهدائنا" ؛ شهداء الخطّ السيادي ولبنان أولا، الشهداء الذين سقطوا في حرب الغريب على أرضنا، شهداء لولاهم لما كنتُ أعيش اليوم في بلدي بكرامة، لولاهم لكنتُ مشرّدًا في صحراء "نيفادا" أعيش كما الفلسيطني في الدول العربية : داخل مخيمات مهملة ، منعزلا في محيطٍ عنصري، مُجرّدًا من أدنى حقوقي الانسانية ، بحيث لا أستطيع ممارسة أي نشاط اجتماعي أو حتّى الحصول على وظيفة تلائم كفائتي ، وهذا في حال تمكنتُ من التعلّم أصلا .
ولذا، فأمام تضحيات هؤلاء الشهداء ، أنحني لأؤكّد عجزي عن ايفائهم حقهم مهما سعيت للعرفان بجميلهم . فماذا يمكن أن أقدّم لانسان افتداني بروحه ؟!! خسر حياته لأربح عمري !!! لا يمكن أن أنسى أيّ شهيد أريقت دماؤه على مذبح الوطن ، فكيف بالأحرى لو أنّه استشهد ليدافع عنّي شخصياً ؟!!
كيف أنسى شهداء 27 ايلول 1986 الذين حموا شوارع ساحة ساسين حيث كانت عائلتي تقطن ولم أكن قد تجاوزت الخمسة والعشرين يوما من عمري ؟ ليتني أحصل على لائحة بأسماء أبطال هذا اليوم لأتكمن من شُكرهم ولو بوردة على أضرحتهم الشريفة.
هذه الوردة أهديها أيضأ لكل الشهداء الذين دافعوا عن لبنان في زمن السلم في فترة الوصاية، لشهداء الصحافة والكلمة الوطنية الجريئة من فؤاد حداد إلى جبران تويني مروراً بسليم اللوزيى، ولشهداء ثورة الارز كلهم دون استثناء وحتى الناجين منهم، من مروان حمادة إلى خالد الطيعمي . كما أهديها لعائلات الضحايا التي تبكي وجع الغياب على غالٍ فقدوه أو عزيز اشتاقوا إليه.
أمّا مسؤولية الاعتناء بهذه الورود فسأوليها إلى حاملي شعلة شهدائنا . وبغضّ النظر عن أسماء هؤلاء الورثة ومدى معرفتنا الشخصية بهم أو المآخذ التي قد نسجلها بحقهم في بعض الاحيان ، فمن واجبي في 7 حزيران التصويت في بيروت : لنائلة تويني ، بنت الحرية ، بنت جبران صاحب الكلمة الجريئة والصريحة التي لم تساوم يوماً على لبنان؛ ولنديم الجميل ، ابن شهيد الجمهورية والقائد الذي صان الاشرفية في أصعب الظروف من الفلسطيني والسوري . وفي زحلة، هل يمكنني أن أصوّت إلاّ لايلي ماروني ؟ وكيف أتغاضى عن الدور الكتائبي التاريخي في الحفاظ على عروس البقاع ؟ يكفيني أن أمنح صوتي لمحام رصين برهن عن كفائته في وزارة السياحة . أمّا في بشرّي وسائر أقضية الشمال، فمن ضحّى أكثر من القوات اللبنانية ليستحقّ صوتي ؟ ومن وقف في وجه السوري في بلاّ وقنات وغيرها من البلدات الشمالية والبقاعية، ومن صان كرامة أهاليها غير القوات ؟ أيُعقل ألا نقف إلى جانب ستريدا جعجع وايلي كيروز، مرشّحا حزب القوات اللبنانية الذي قدّم أكثر من 15000 شهيداً قرباناً على مذبح الوطن ؟
ولذلك ... ففي 7 حزيران سنتوجّه إلى صناديق الاقتراع في الدوائر كلّها لنوجّه كلمة حقّ وإخلاص لشهدائنا، ووفاء لمن وهب حياته لنحيا، ولنقول " لا " لمن يريد بيع لبنان ،لا للزعامات "الموسمية"، لا لمن يريد لبنان ساحة حروب وصراعات، فنحن ندرك جيدا معنى الدمار ووقوع الضحايا . فكرمى لدموع أهالي الشهداء، سننتخب لوائح لبنان أوّلا لكي يرتاح أبناؤهم في مثواهم ويطمئنوا أنّ ما زرعوه قد أثمر: لبنان الازدهار والوحدة، الحاضن لكلّ أبنائه.
بقلم طوني حدشيتي
http://www.14march.org/ind