samedi, avril 26, 2008

دياناماغازين ينسحب من الحياة العامة

هذا الخبر ليس بكذبة أفريل بل هي الحقيقة المرة التي خرجت بها بعد 8 سنوات من النشاط السياسي و الثقافي و الاجتماعي. في الولقع لطالما آمنت بإحداث التغيير و الفرق...لطالما آمنت بأنه يمكنني أن أعبر عن آرائي و تطلعاتي و ذلك من أجل تونس. لم أنشط يوما من أجل الظهور أو الوصول إلى مركز معيّن...لم أفكر يوما في الوصول إلى السلطة أو إلى خدمو مصالح ذاتية أو آنية أو خدمة أفراد العائلة أو الأصدقاء. كل من كنت أريده هو خدمة الشعب التونسي. خدمة المواطن المسكين...إيصال صوت المواطن المعوز...مساعدة الطالب المحتاج...تحسين الوضع المعيشي للمواطنين. فأنا مهما كانت آرائي و مواقفي فأنا أيضا مواطن و كنت طالبا. لقد مشيت تحت المطر...امتطيت الحافلة الصفراء...و ركبت الميترو....تأخرت على ساعات الدراسة بسبب النقل...لم أستطع في بعض الأيام أن أجد أكثر من ملاليم قليلة في جيبي...صادفت مشاكل مالية....حذائي كان مثقوبا و لم أستطع أن أطلب شراء حذاء جديد....كان عليّ أن أكون موضوعيا في طلباتي من العائلة...كان علي أن اكون موضوعيا في تصرفاتي المادية...لم يكن باستطاعتي أن أشتري ملابس جديدة بصفة دورية...غذائي مرات عديدة لم يتجاوز نصف خبزة مع صلامي و بيض و هريسة و العشاء بالمطعم الجامعي...ظروف مرّ و يمر بها عدد كبير من المواطنين و الطلبة. و اليوم، و أنا في حالة أفضل بكثير لم أنسى تلك الأيام و لن أنساها. لذلك لا أريد أن أرى أشخاصا آخرين يعيشون نفس القصة و يعانون من أمور أتعس بكثير. يرق قلبي كثيرا لتلك العجوز بالشارع و هي تبحث عن ما يسد ريقها، و ذلك الشيخ الهرم الذي لا يجد مأوى، و هؤلاء العجزة الذين رماهم أبنائهم بدار للمسنين، و تلك المرأة التي تمسك بيد صغيرها و هي متوجهة للمستوصف و تمشي أميالا و أميال، و هؤلاء التلاميذ الذين يقطنون في أماكن نائية و يعانون ظروفا قاسية ، و هؤلاء المواطنين بكل فئاتهم الذين يعانون من انعدام المياه و اقتصاره على حنفية عمومية، و انعدام الكهرباء فتقتصر حياتهم على شمعة أو بطارية و جهاز راديو حتى لا يبقون منقطعين عن العالم. دون الحديث عن مشكل التشغيل و غلاء المعيشة و كثرة المصاريف و تخلف الادارة و كثرة الفساد و الرشوة و استغلال النفوذ و الإثراء على حساب الشعب. الشعب؟ و لكن هذا الشعب خامل و جبان و لا يريد التحرك أو التغيير؟ لماذا أحمل دائما هموم المواطنين و الشباب ؟ أليس أفضل لي أن أهتم بعائلتي و بعملي؟ لماذا أهتم بالبقية و بمشاكلهم أليس أفضل لي أن أجد حلولا لمشاكلي؟ لماذا أتألم لللآخرين في الوقت الذي أعيش فيه مستورا و الحمد لله؟ لماذا أحمل هم الشباب و المواطنين و أحاول إيصال صوتهم لعدد من المسؤولين؟ ما دخلي أنا؟ من سيقف إلى جانبي يوم أحتاج إلى أحد؟ لقد آمنت بالتغيير و بقدرة الشباب على التغيير و الرقي و السمو بالبلاد و الشعب و لكن خرجت بنتيجة هي أنه من المستحيل أن يحدث التغيير لأنه من الصعب أن نحدث اختراق لعقلية التونسي. فأنا مؤمن بالحرية و بحق التعبير و الاختلاف في الرأي و حق ممارسة الشعائر الدينية و اختيار الدين....أؤمن بإدارة محايدة، عصرية، تخدم المواطن....أؤمن بأنه من الواجب احترام المواطن و الانصات له...أن تكون الانتخابات نزيهة و مفتوحة للجميع...أن يكون البقاء ليس للأقوى بل للأجدر و الأكثر إقناعا...و لكن من سيسمعك؟ كلما حاولت التقدم إلى الأمام، كلما كان الاصطدام بالواقع المرير، بالعرقلة، بالعثرات و لم أجد من حل سوى أن أنسحب من الحياة العامة....أن لا أهتم من هنا فصاعدا إلا بأموري الخاصة و مصلحتي و مصلحة عائلتي و ذلك حتى إشعار آخر