كم نحن في حاجة إلى مثل هذه الجمعية حتى نقوم بإعادة تقويم للتصرف البشري و بصفة خاصة تصرف التونسيين. فعدد كبير منا مازال لا يتقن حسن التصرف. ففي الأماكن العامة لم يعد بإمكاننا التتمتع بها و بالمنتزهات أو حتى الخروج مع الأصدقاء من الجنس اللطيف أو مع أفراد العائلة بسبب ما نسمعه من الكلام البذيء الذي أضحى شعرا، كما أن مظاهر الحب و الهيام تملأ أركان الحدائق. أعلم أن عددا منكم سيقول: نعم و لكن مظاهر الحب و الهيام موجودة حتى بالدول المتقدمة. صحيح، و لكن المشكل أن سوءالنية واضح لدينا. فعلى واحد فقط تجده رفقة زوجته أو خطيبته التي سيتزوجها مليون في المائة، البقية لا يعدو أن يكونوا سوى أشخاص مرضى بتعدد العلاقات و تنويعها و هم بالتالي يفسدون متعتنا بجمال الطقس و الأماكن. كما أننا نعاني دائما من مشكل احترام الأولوية في الادارات و احترام الصف و الأدوار و حسن الخلق و المعاملة، و تنقصنا الابتسامة التي من شأنها أن تخفف من آلامنا أو من تعب وقوفنا و انتظارنا. عندما تقف أمام أحد الشبابيك، بعد عناءالانتظار، عليك أن تنتظر العامل أو العاملة حتى ينهون مكالمة هاتفية مع صديق أو صديقة، دون أن نذكرالحارس الذي ربما يسديلك خدمة و في المقابل يطلب منك قهوة مقابل المساعدة التي قدمها، أو الممرضة في عيادة الطبيب التي تعلمك أنها اختارت لك موعدا فيوقت ممتاز حتى لا تختلط بعامة الشعب و أنها ساعدت عددا من رفاقك في العمل و تطلب بطريقة غير مباشرة أن تقدم لها شيئا تنيجة اهتمامها
تقويم آخر يجب أن يشمل تصرف التونسيين و هي العبور على الممرات العلوية فوق الطرق السيارة و السريعة. فبعد إنجاز ممر علوي على طريق المطار بمدخل أريانة، يفاجئنا التونسيون من مختلف الأعمار و الأجناس برغبة كبيرة في قطع الطريق وسط كثافة حركة السيارات و مخاطر التعرض لحادث مميت أو التسبب في كارثة بالسير. المشكل هو أن عددا من المواطنين يقطعون الطريق عوض استعمال الممر و هم لا يبعدون عن الممر سوى بضعة سنتميترات
و من الطريق إلى قانون الطرقات حيث يتضح و بامتياز عدم اكتراثالتونسيين للقوانين و قلة الوعي و التخلف. فالضوء الأحمر يرونه أخضر، و اللون البرتقالي يرونه أخضر و اللون الأخضر يرونه أخضر كذلك. أما علامة قف فتتحول إلى علامة مر و علامة ترك الأولوية تتحول إلى قف. عندما تكون تونسي تقود سيارة و تريد أن تدور إلى اليمين فاعلم أنك ساعتها ستكون إلى أقصى اليسار و عندما تريد أن تدور إلى اليسار فاعلم أنك عندها أنت موجود إلى أقصى اليمين و بالتالي عملية التحول من اليمين إلى اليسار أو العكس تتسبب بتعطيل السيارات و حركة النقل و ربما تتسبب بحادث. أليس من المفروض أن يلتزم المرء اليمين أو اليسار من الأول حتى يكون الدوران أسهل و أضمن؟
اهتمام كبير و دون مبرر بكرة القدم و عزوف أكبر على المشتركة السياسة و إحداث التغيير أما في التنبير و في إطلاق الاشاعات و في الحديث بأركان المقاهي، فإنك تجد التونسيين في المقدمة
بصراحة لقد تعبت من تصرف التونسيين و إهمالهم و تخلفهم. سيكون من الأفضل لي الالتحاق بالموساد أو السي آي آي و العيش بين تل أبيب و واشنطن