mercredi, septembre 03, 2008

خاص Kataeb.org : كنيسة السيدة ... مسجدا للاسا؟


بين جبال احتضنت يوما المقر البطريركي وأراض زراعية تعود ملكيتها للبطريركية المارونية، استملكها اليوم – من غير حق- أهالي لاسا، تقع كنيسة السيدة التي تحولت اليوم وبين ليلة وضحاها الى مسجد. كيف حصل ذلك؟ من المسؤول؟ و من يعارض تسليم الكنيسة؟ لقد ذهبنا الى لاسا واليكم ما عدنا به.

لاسا هي قرية تقع بعد قرطبا، وهي ذات أغلبية شيعية ينقسم ولاؤها بين أمل وحزب الله، مع أغلبية لحزب الله. تدخل الى البلدة فتستقبلك أعلام حزب الله المنتشرة على الأعمدة الكهربائية تليها صورعماد مغنية. القرية عبارة عن بضع بيوت ذات طابع تراثي يتخللها أبنية حديثة- بني بعضها على أراض تابعة للرهبنة المارونية- بموجب علم وخبر ودون أي عقد أو أتفاق مع البطريركية نفسها. تقودك الطريق الى آخر القرية حيث تغيب عنك الأبنية لتفسح المجال أمام الصخور والأشجار والمساحات الزراعية. وعلى طرف القرية بين الخيم الزراعية تقع كنيسة السيدة التي تم تحويلها منذ شهر تقريبا الى مسجد بعد محاولات سابقة عدة.

" ان عمر الكنيسة هو حوالي المئتي سنة، وقد بنتها البطريركية المارونية بعدما اشترت الأرض" يروي شربل سلامة وهو المقيم في يانوح المجاورة للاسا، وأحد المطالبين باسترداد الكنيسة.
ويضيف شربل " لقد بدأت القصة في سنة 2001 حيث تم الاستيلاء على الكنيسة وقد وضع في داخلها السجاد والمصحف، ولكن سرعان ما تحركنا وبعد تدخلات ومشاكل تم اخلاءها وقد وضعت لفترة معينة تحت حماية الجيش على أن يعمد المطران الى تأمين أبواب و شبابيك لاغلاقها".

أما اليوم ومنذ حوالي شهر أتى الشيخ محمد العيتاني من لاسا بأبواب حديدية وأغلق الكنيسة بعدما حولها الى مسجد. وبعدما طالب الأهالي والمطران أنطوان نبيل العنداري باستردادها واجهوا ممانعة من النائب عباس الهاشم عضو تكتل التغير والإصلاح ومحمد صفا من حزب الله. وكانت ذريعتهما غياب أوراق ثبوتية تؤكد أنها تعود للبطريركية. و لكن يجدر الاشارة الى أن مختار لاسا كان قد مسح الأرض كأرض للرهبنة المارونية.
ويروي الأهالي أشكالا كاد يفجر الأمور عندما زار النائب عباس الهاشم المنطقة للاستفسار عن الموضوع وقد جزم بحسب قول أحد الأهالي أن البناء كان يستعمل كحمام. وكادت معلومات النائب التاريخية الهندسية أن تأزم الوضع أكثر من ما هو عليه.

ويقول شربل سلامة: " لقد زارنا النائب نعمةالله أبي نصر وأكد لنا أنهم استرجعوا الكنيسة وأصبح المفتاح مع المطران العنداري. الا أننا سألنا المطران وقد نفى الموضوع من أساسه. من جهة أخرى زار وفد من التيار الوطني الحر من المنطقة الجنرال ميشال عون وطلب منه البت بالموضوع الا أنه طلب وثائق تثبت الموضوع".

" عواد عواد وهو من سكان يانوح أكدّ في حديث معنا أنه تعمد في هذه الكنيسة ويوسف بشارة كرم الذي مازال على قيد الحياة ومقيم حاليا في يانوح تزوج في تلك الكنيسة" .

ما نواجهه هنا هو التعدي على أملاك خاصة من خلال التوسع غير الشرعي من أبنية الخ… في المنطقة وعلى أراضي الرهبنة المارونية واحتلال الكنيسة التابعة للرهبنة بالتحديد. بأي حق يسمح لنفسه الشيخ محمد العيتاني أن يحول الكنيسة الى مسجد؟ هل عدنا – من دون انذار مسبق- الى عصر الفتوحات الأسلامية؟ وبأي حق يحتفظ بالمفاتيح؟ أن ما يحصل اليوم هو منتهى الوقاحة وهو سلسلة طويلة لم تبدأ ولن تنتهي مع قصة كنيسة السيدة. فالموضوع أبعد من ذلك بكثير، لأن التوسع له أهدافه، واحتلال الكنيسة – وربما الكنائس غدا له اهدافه، واحداث أيار و "اغتيال" الشهيد النقيب سمير حنا له أهدافه ايضًا والواضح أن حزب الله له أهدافه! المطلوب من الدولة اليوم التحرك فورا لقمع المخالفات واسترجاع الكنيسة. قضية كنيسة لاسا اليوم هي قضية كل كنيسة لبنانية وكل بيت مسيحي في لبنان لا يجوز أن تهمل!

جورج عيد - Kataeb.org Team

http://www.kataeb.org/articledetails.asp?articleid=7194