من نطق قتلناه و من سكت مات غـمــــا
أصدرت غرفة التلبس بالمحكمة الابتدائية بأكادير اليوم الاثنين 8 من شتنبر 2008 حكمها في قضية الشاب محمد الراجي المدون ومراسل موقع هسبــــريس القاضي بسجنه لمدة سنتين وأداء غرامة مالية تقدر ب 5000 درهم.. وقــد جرت هذه المحاكمة الصورية لهذا الشاب بسرعة وفي ظروف لم يتمكن معها عائلته من توكيل دفاع له ...
و معلوم أن محمد الراجي جرت محاكمته اثر اعتقاله صبيحة يوم الجمعة 7 شتنبر 2008 بمدينة أكادير ، على خلفية مقاله
" المـــلك يشجع الشعب على الاتكـــــال!"
والذي تم نشره في الموقع الالكتروني هسبــــريس يوم الأربعاء الماضي.
وإذ أعلن عن تضامني المطلق مع هذا الشاب ، لا اخفي تذمري من تكرار ممارسات المنع والاعتقال بسبب الرأي والتعبير تارة باسم التطاول على المقدس وأخرى بسبب التجمهر غير المرخص والإخلال بالنظام العام .... وكلها تدخل في نطاق الخطوط الحمراء المنتشرة بكل مكان و على طول وعرض أفواه المغاربة..ولان النظام المغربي يريد شعبا وديعا من الرعايا الأوفياء أو الرعاع مطأطئي الرؤوس ، فانه أصبح لا يقبل بمن يعطي للسانه حرية أكثر للكلام ....
و الحقيقة منذ أن حُكمنا بالجمر والرصاص ونحن نسمع نكتا كثيرة تلخص الى حد ما هذا الوضع المزري لحرية الرأي والتعبير والحريات العامة في البلاد ...
نقتبس واحدة كانت تقول : لما كان رئيس البلاد يخرج للصيد كان يرافقه نفر من العبيد .. كانوا يرددون كلما أصاب طيرا ما برصاصة :" أصابها سيدنا الهمام " ، وحينما يخطئ الصواب يقولون : " عفا عنها مولاي " . ولم يكونوا يجرؤوا القول بأنه أخطأ صوابها ..
وبقينا معهم نخجل من قول الحقيقة ونخاف من عواقبها . لكن أجهزة القمع والمنع وقوات المساعدة على تكميم الأفواه ، بل لكمها وصعقها في الشارع العام تسترق السمع لكل من تفوه أو فكر في مساحة أوسع للتعبير ...
وقدر لنا أن نتضامن بالتناوب ، لمواجهة اعتقالات مجانية ما كان أو يجب لها أن تكون أصلا . . .
... معتقلي فاتح ماي 2007 بسبب مس المقدسات
اعتقال الشيخ الوقور والمقعد احمد ناصر عن سن بلغ الأربع والتسعين سنة ، ووفاته بالزنزانة حيث كانت " وصمة عار على المقدس "
معتقلي الانتفاضات الشعبية : صفرو ـ بومالن دادلس ـ سيدي افني ...
اعتقال الشاب المهندس فؤاد مرتضى
الطلبة المعتقلين السياسيين مراكش
معتقلي الجمعية و ح ش المعطلين بجراة وعين بني مطهر
وجاء دور المدون الشاب محمد الراجي
بسبب مدونته أو كتاباته التي يفتحها للنقاش عبر موقع هسبــــريس..
وجذور قضية الاعتقالات بسبب الرأي والتعبير تتجذر في الماضي و ستطول في المستقبل إن لم نتكتل ونتضامن كحقوقيين وديمقراطيين وتقدميين لصدها ...لان الاعتقالات السياسية هي طبيعة من طبائع الاستبداد ومرتبطة بطبيعة النظام الذي لا يقبل بالاستغناء عنها إلا بوجود قوة الردع والمساءلة ...
التاريخ يستمر ويعيد نفسه بألف لبوس ولبوس ففي عهد الأمويين
كان الوليد بن يزيد يوصي جنده بمقولته المأثورة :
ادفعوا الناس ليجهروا بما فيهم : فمن نطق قتلناه و من سكت مات غـمــــا....
فلنتضامن مع كل مدون يطمح للتغيير ويوجه مدونته لخدمة قضايا حقوق الإنسان والمواطنة ...
الحرية الفورية لمحمد الراجي
عبدالمالك حوزي
مناضل في الجمعية المغربية لحقوق الإنسان
ومنظمة الدفاع الدولية