خرج من الباب و دخل من الشباك أو كما يقول المثل التونسي: خرج من الباب و دخل من الخوخة. هكذا هو حال السوريين مع اللبنانيين و لبنان. بالرغم من أن سوريا تنفي تدخلها في الشؤون اللبنانية منذ دخولها لبنان العام 75 و حتى خروجها منه العام 2005، إلا أنها في واقع الأمر لم تتوقف يوما عن التدخل في الشؤون اللبنانية و بصفة خاصة منذ خروج قوّاتها و جهازها الأمني و الاستخباراتي من لبنان. فسوريا تركت أحزابا و شخصيات و جواسيس يدافعون عنها و يخدمون مصالحها ربما حتى أكثر و أشرس من السوريين أنفسهم و الدليل أنهم لم يدّخروا جهدا خلال شهر آيار/مايو الماضي بإدخال البلد في دوامة حرب أهلية جديدة من أجل عيون الأم الشامية. اليوم ، وضعت سوريا أكثر من 10 آلاف من جنودها مع عتادهم الحربي عند الحدود الشمالية للبنان و ذلك بتعلّة أن الأوضاع شمالي لبنان أخذت منحى خطير و هي تهدد الأمن السوري، في إشارة إلى التصادمات بين المسلمين السنة و العلويين و هي الطائفة التي ينتمي إليها حكّام سوريا الأسد و الممسكين بزمام السلطة و الجيش و الاستخبارات فيها و هو ما يذكرني بما كان عليه الأمر من توزيع للمسؤوليات و المناصب السياسية و العسكرية و الأمنية و الاستخباراتية العراقية خلال عهد الدكتاتور الراحل صدام حسين. و طبعا مثل هذه السياسة لن تكون مختلفة في الدولة البعثية الجارة سوريا التي سارت و تسير على خطى العراق رغم المشاكل و الاختلافات التي عصفت بحزبي البعث في كل من دمشق و بغداد
اليوم حشدت سوريا قواتها على الحدود مع لبنان في منظر يذكرني بحشود القوات الاسرائيلية خلال حرب يوليو/تومز من العام 2006 جنوبي لبنان، و كيف كانت القوات تنتظر إصدار أمر الزحف نحو الأراضي اللبنانية و لا أرى مانعا من أن تقدم سوريا على مثل هذا الأمر خاصة و أنه لدينا سوابق في قيام دول عربية بمهاجمة دول عربية أخرى، كما أن الظرف العالمي موات لذلك خاصة بعد انقسام العالم إثر الحرب الجورجية الأخيرة و محاولة روسيا، و هي نفس الحروف المكونة لـ "سوريا"، محاولتها استرجاع أسواقها و حلفائها التقليديين في الشرق الأوسط.
إذا لم يتخذ العالم و بصفة خاصة الدول العربية قرارات مهمة و مصيرية فيما يتعلق بلبنان أو أن الساسة اللبنانيين لم ينكفؤو على الاهتمام بوطنهم و بناء الدولة عوض خدمة المصالح الأجنبية، فإن خبرا كهذا " القوات السورية تدخل شمال لبنان و تقف على مشارف بيروت"، سنسمعه قريبا
اليوم حشدت سوريا قواتها على الحدود مع لبنان في منظر يذكرني بحشود القوات الاسرائيلية خلال حرب يوليو/تومز من العام 2006 جنوبي لبنان، و كيف كانت القوات تنتظر إصدار أمر الزحف نحو الأراضي اللبنانية و لا أرى مانعا من أن تقدم سوريا على مثل هذا الأمر خاصة و أنه لدينا سوابق في قيام دول عربية بمهاجمة دول عربية أخرى، كما أن الظرف العالمي موات لذلك خاصة بعد انقسام العالم إثر الحرب الجورجية الأخيرة و محاولة روسيا، و هي نفس الحروف المكونة لـ "سوريا"، محاولتها استرجاع أسواقها و حلفائها التقليديين في الشرق الأوسط.
إذا لم يتخذ العالم و بصفة خاصة الدول العربية قرارات مهمة و مصيرية فيما يتعلق بلبنان أو أن الساسة اللبنانيين لم ينكفؤو على الاهتمام بوطنهم و بناء الدولة عوض خدمة المصالح الأجنبية، فإن خبرا كهذا " القوات السورية تدخل شمال لبنان و تقف على مشارف بيروت"، سنسمعه قريبا