من المؤسف أنني لم أستطع الكتابة يوم 1 جويلية 2007 و لم أستطع التدوين من أجل حرية التعبير. و لكنني فررت الالتحاق بالركب اليوم و لو متخلفا. فنحن ندون من أجل الحرية يوميا و لم و لن نكون مرتبطين بأيام محددة. غالبيتنا أنشأت مدوناتها من أجل التعبير عن هموم و مشاغل مجتمعنا و بلادنا و الاداتء بآرائنا في كنف الحرية و الديمقراطية و حقوق الانسان و احترام الرأي الآخر و دون التعرض لأعراض الناس و حياتهم الشخصية. أنا مع الحرية. مع حرية التعبير و الرأي و النشر و النقد و لكن دون أن تتحول تلك الحرية إلى محاولة التعرض لأعراض الناس و حياتهم الشخصية و القيل و القال التي نسمعها في أركان المقاهي التونسية. في كثير من الأحيان أتحدث و أصدقائي أو و عدد من المواطنين التونسيين عن حرية التعبير و الصحافة و النشر و كثيرا ما ينتقدون الحكومة لذلك. طبعا ينتقدونها في ما أسميه "التراكن" و ليس علنا. و إذا ما طلبت منهم التحرك في مجموعات من أجل الضغط..فإنك لا تجد حولك أحد. إذا لماذا أهتم بموضوع هو من اهتمام "التراكن" و "تحت الحيط". لماذا أتسبب في وجع و ألم لرأسي أنا في غنى عنه. لكن ألم تحاول الحكومة أن تحث الصحافة و الاعلام على الكتابة في مواضيع حساسة؟ ألم يحاول رئيس الدولة نفسه حث الصحافيين و الاعلاميين على الكتابة؟ ألم يقم الصحفيون و الاعلاميون بخذلانه و بخذل الشعب التونسي؟ إن المشكل ليس في الحكومة أو رقابتها. فأنا أتفق مع الحكومة أنه هنالك فرق بين الثلب و التعرض للناس تحت شعار حرية التعبير و الرأي و بين حرية التعبير و الرأي نفسها في مواضيع تهم حياة المواطن التونسي و بعيدة عن السياسة. من المفروض أن تكشف صحافتنا عن هموم الكواطن التونسي و مشاغله لا أن يكشفها لنا الآخرون..لعلكم جميعا تتذكرون زيارات الرئيس إلى منطقة سيدي حسين أو اهتمامه بالناموس منذ سنتين أو زيارته الأخيرة إلى أحد الأحياء بحلق الوادي-الكرم و اهتمامه بالبيئة. عقبت تلك الزيارات برامج إذاعية و تلفزية و سال حبر صحافتناو غمرتنا صور الاحياء..ولكنني لم أكن البتتة سعيدا. من المفروض ان نكون نحن من يبلغ صوتنا و صورتنا للرئيس و للمسؤولين لا أن يكونوا هم من يكشفوا لنا الحقائق. من المفروض أن يقوم كل بواجبه من جهته لأن المسؤولية مشتركة.