mardi, février 13, 2007

رسالة الموت يوم عيد الحب


من 14 فيفري 2005 إلى 14 فيفري 2007..مرت سنتان منذ حادثة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. كان الحدث في أهمية الرجل..الرجل الذي عمل في الخفاء من أجل التوصل إلى اتفاق الطائف برعاية السعودية و عاهلها الراحل خادم الحرمين الشريفين الملك فهد رحمه الله و أنهى حربا أهلية استمرت 16 عاما و بدأت معه مسيرة الانماء و الاعمار. صحيح أن تلك السياسة كلفت البلد مليارات الدولارات من الدين العام و ربما كانت لها مساوؤها، لكن على الأقل ظلت الغاية غاية شريفة و نبيلة و هي خدمة البلد..خدمة الوطن..خدمة لبنان.. و لما كان البلد و الوطن و التنمية من اهتمامات الرئيس الشهيد، لم يرغب الحريري في مواجهة الوجود السوري أو النفوذ الايراني لأو الحديث عن سلاح حزب الله..البلد كان في حاجة إلى العمل و التنمية و الاستقرار، لا للتوترات. و منذ 2004 و بعد التدخل السوري المباشر في تمديد ولاية الرئيس إميل لحود، هذه الولاية الغير دستورية، و بما أن الرئيس الشهيد رأى أن البلد أصبح قادرا على الوقوف على رجليه..قال للنظام السوري لا ..لا للوصاية و التدخل الأجنبي..نعم للاستقلال..نعم للسيادة..نعم للديمقراطية..نعم للحرية..و انضم الرجل للمعارضة..و أصبح الموالون لسوريا يكيدون له المكائد و لم يخفي النظام السوري غضبه من الحريري..لقد نضج الرجل و نضج لبنان..الأسد قال له مرة: "إما التمديد للحود و إما سأحطم لبنان على رؤوسكم"، خرج الرجل مكسور الخاطر من دمشق و عاد إلى لبنان بأنف و قلب داميين..الرابع عشر من فبراير/شباط 2005، في عيد الحب، جاءت هدية الحب من مكان ما..ليمت الحريري..خرج الرجل من مبنى البرلمان و توجه لإحتساء فنجان قهوة مع رفاقه و عدد من المواطنين..ثم غادر..غادر لغير رجعة..صوت دوي انفجار هز وسط لبنان..اهتزت معه نوافذ البرلمان و المباني و رأى المتساكنون دخانا أسود كثيف..لحظات و جاء الخبر: "موكب دولة الرئيس رفيق الحريري يتعرض لهجوم"، لحظات أخرى و جاء اليقين: "الرئيس الحريري في ذمة الله" يومها كنت في العمل. لم أنتبه للأحداث. عدت إلى المنزل مساءا متعبا و أردت النوم قليلا مستمعا لقناة تونس الدولية الإذاعية حتى كانت نشرة الأخبار: "الرئيس بن علي يبعث بيرقية تعزية للرئيس اللبناني إميل لحود إثر وفاة رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري. الحريري الذي تعرض موكبه اليوم ..." هنا نزعت الغطاء و قفزت من الفراش صارخا " مش ممكن..مش معقول".. الحريري كان يعني لي الكثير..كان يعني لي النجاح و التألق و الرغبة في الحياة و تخطي الصعاب و عدم الاكتراث للغير و ما يقولونه محاولين التقليل من الشأن أو من النجاحات..توجهت للسفارة اللبنانية عندها و خطيت كلمة تعزية في سجل التعازي وفاءا لروح رجل لم، و للأسف لن، أقابله