vendredi, février 09, 2007

بن علي و زيارته لمعتمدية سيدي حسين


شكلت الزيارة الفجئية التي قام بها رئيس الدولة زين العابدين بن علي إلى معتمدية سيدي حسين أحد أبرز الأحداث الوطنية خلال اليومين الماضيين. فهي أولى الزيارات الفجئية خلال السنة الجديدة كما أنها الأولى منذ مدة طويلة. لطالما اكتشفنا مع الزيارات الفجئية للرئيس بن علي العديد من خفايا الشعب التونسي فمن منا لا يتذكر زيارته لمناطق الظل تلك الأماكن من تونس المنسية فنحن سكان المدن و الأحياء المترفة لا نعلم شيئا عن الفقر و الحاجة و الخصاصة و عن شح الماء و انعدام الكهرباء و بعد المدرسة و غياب الصحة. و من منا لا يتذكر زيارة الرئيس الفجئية بعد ساعات فقط من عودته من زيارة رسمية لتركيا حيث قام بزيارة شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة حيث تفقد الأعمال و كانت له ملاحظات قيمة ساهمت في تسريع وتيرة الأعمال، و من منا لا يذكر زيارته الفجئية للمعهد الثانوي بسكرة و كيف اكتشفنا قلة معرفة تلامذة تونس بالحياة الرقمية رغم اهتمام الرئيس بن علي بصفة شخصية بالموضوع. من منا لا يذكر الزيارات الفجئية أثناء الفياضانات؟ و زيارات الإدارات و الوزارات و مصالح العمل؟ من منا لا يذكر زيارته لأريانة عندما انتشر البعوض فيها و في عدد كبير من المدن التونسية؟ ثم من ينكر أهمية صندوق 26-26؟ أعلم أن العديدين لن يعجبهم كلامي لكنني كمواطن تونسي أشعر بأن لأخي في المناطق النائية الحق في الحصول على المأكل و الملبس و الكهرباء و التعليم و الصحة و الترفيه و الماء الصالح للشراب و العمل. و أتوجه للتونسيين راجيا منهم التوقف عن التهكم الغير مفيد أو كما نقول "التنبير الفارغ" . و رغم كل هذا هناك ما لفت انتباهي خلال الزيارة الفجئية الأخيرة لبن علي لمعتمدية سيدي حسين و هو تركيز الكاميرا على القمامة و مجاري المياه المكشوفة و الحالة المزرية للسكان و المباني السكنية . و السؤال هنا: متى ستتوقف قناتنا العزيزة تونس 7 و إعلامنا المكتوب عن كشف مثل تلك الأماكن بل و التركيز عليها فقط من خلال زيارات و متابعات الرئيس بن علي الشخصية؟ من المفروض نحن من يكشف له الحقائق حتى يتخذ هو بحكم موقعه القرارات و الأوامر و ليس العكس بأن يكشف هو لنا حقائقنا. لنترك الرجل يعمل و يهتم بملفات شائكة و مهمة مثل التشغيل و التنمية الاقتصادية و لنقم نحن بمساعدته في كشف مناطق الحرمان و احتياجات المواطن التونسي العادي حتى نتشارك الحكم و نتقاسم الأعباء و كفاكم بالله تجريحا و تكذيبا و هزانا و نفضانا