مع كل ما يدور في بلد الأرز، لبنان الغالي، بدأت أؤمن أن عدد من التيارات السياسية هناك وراء عدد من الأحداث. فمعى قرب تنظيم محكمة دولية لمحاكمة قتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري و محاسبة المتواطئين، فاجئنا حزب الله و حركة أمل بالإ نسحاب من الحكومة قبيل إقرارها نظام المحكمة مع حرب كلامية يترأسها العماد ميشال عون.كما أن حملة التصعيد التي يشنها الشيخ حسن نصرالله لا تليق به. من الواضح أن سوريا و إيران تريدان المحافظة على ورقة ضغط في لبنان ضد الولايات المتحدة و إسرائيل. فخروج إسرائيل من مزارع شبعا، و هو أمر ممكن لو مارست الولايات المتحدة ضغوطا عليه و لكن ذلك لا يمكن ما دامت سوريا ترفض تقديم و ثيقة رسمية تقر فيها أن مزارع شبعا لبنانية لأن كل ذلك سيتسبب في نزع سلاح حزب الله و تحوله لمجرد حزب سياسي و فقدانه للمقاومة قد يفقده شعبيته المتانهية و بالتالي ستفقد سوريا و إيران ورقة لبنان و يصبح عليهما مواجهة المنتظم الأممي. لقد برهنت الحرب الأخيرة بين حزب الله و إسرائيل أن الحزب يمتلك قدرات أكثر بكثير مما تصوره الجميع، و لا أستبعد شخصيا أن يكون حزب الله وراء إغتيال الرئيس الحريري، فعدد كبير من المناهضين لسوريا تمت تصفيتهم منذ الحرب الأهلية اللبنانية و علينا التوقف عن اتهان أمريكا و إسرائيل، فنحن العرب لسنا بأقل دنائة منهما و التاريخ يشهد على ذلك. إن من قام بتصفية جسدية و عرقية لأبناء وطنه على غرار الرئيس السوري الراحلحافظ الأسد لمواطني حماة لأنهم معارضون أو ما أقدم عليه صدام حسين أو حتى عدد من المسؤولين اللبنانيين الذين تعاونوا مع إسرائيل لحظة غزوها لبنان في 1982، أكيد هم قادرون على اغتيال أطراف أجنبية كالحريري. إنه لمن العار على العماد ميشال عون سعيه المحموم من أجل الوصول إلى كرسي الرئاسة كما أنه لمن العار موقف حزب الله و دعوته للنزول إلى الشارع. محاولات يائسة ستجعل أصحابها منبوذين من التاريخ و سيبقى لبنان