vendredi, novembre 20, 2009

أخيرا سأغادر تن-بلوغز فليفرح الشامتون


لقد كان وجودي معكم في هذا الفضاء التدويني أمرا ممتعا و مثريا لأنه مكنني من أن أبقى على تواصل مع عدد كبير من المدونين، سواءا الذين أتقاسم معهم نفس الاهتمامات و نفس الانتماء السياسي و الفكري أو الذين أختلف معهم و لكنني استطعت في نفس الوقت أن أحافظ على علاقات طيبة معهم و منهم من أصبح من دائرة أصدقائي


لطالما قلت و أكّدت أن ما يجمعنا أكبر و أكثر مما يفرّقنا. و هذا الرأي، صادر عن قناعة لا جدال فيها. فمهما كان الشخص الذي يختلف معي، فإن يدي بقيت، و هي أساسا، و ستبقى، ممدودة له، و صدري سيبقى رحبا، قادرا على استيعاب الجميع


طيلة 4 سنوات و أنا أعبر عن كل ما يختلج في نفسي من أفكار أو ردود، أو أنقل الأخبار التي لم تسنح الفرصة للبعض حتى يطّلع عليها، و دخلت في حوارات مع عدد كبير من المدونين و القراء حول العديد من المواضيع التي تعلّقت بالشأن الوطني و الاقليمي و حتى الدولي. تحدثنا حول السياسة و الاقتصاد و الرياضة و الفن و الاجتماع، و كان لنا كرّ و فرّ حول مجمل هذه القضايا. كما أن الاجتماعات القليلة للمدونين و التي حضرت بعضها، كانت فرصة للتلاقي و التعارف ساهمت في إذابة الجليد و في التعرف إلى بعضنا البعض


يخطئ من يعتقد أنه من السهل له أن يجعلني أذعن لأفكاره و خطاباته و تعاليقه أو مقالاته...و يخطئ من يعتقد أنه من السهل أن أعلن الاستسلام أو الهزيمة. فبالرغم من سنون حياتي القليلة، إلا أنني خبرت العديد من الأمور و الهزات و الأحداث، سيئة كانت أو جيدة، بحيث أصبحت قادرا على الصمود أمام المشاكل و المحن


إن أكثر ما كان يؤلمني خلال التدوين، ليس ردود فعل الاختلاف و النقد، بل تصميم و إصرار عدد من المدونين و القراء على توجيه أبشع النعوت و الصفات إلى شخصي و إلى أفراد عائلتي. و مثل هذا السباب و الشتم و الثلب، أصبح عملة يومية ليس فقط في عالم التدوين، بل و في مجتمعنا أيضا. و هو أمر مؤسف لأن تونس أضحت من الدول حيث الكلام البذيء أصبح عاديا و يسمع و يكتب دون أي رقيب أو حسيب رغم أن القانون يعاقب عليه


لقد كنت منفتحا دائما على الآخر....مؤمنا بحرية التعبير...مدركا أن المدونين و القراء لديهم المقدرة الفكرية و أنهم على درجة من الوعي، تجعلهم لا ينزلقون إلى ما ينشره البعض الآخر من أقاويل و افتراءات و ثلب و سب و شتم و كلام يندى له الجبين، لا لشيء إلا لأن المرء لا ينتمي إلى تيارهم السياسي و الفكري. و بذلك، فلقد برهنوا و بجدارة، عن ضيق مجال رؤاهم، و قلة انفتاحهم، و انعدام الوعي و المعرفة بمجريات الأمور سواء على المستوى المحلي - الوطني، أو الاقليمي - الدولي


لقد أكّدت أكثر من مرّة، أنني ضد الحجب بكل أنواعه. و اخترت أن تكون مدونتي مفتوحة للجميع، فضاءا للحوار والتخاطب، وسيلة من وسائل الاطلاع على الآخر و التواصل معه. إلا أن فريقا يريد دائما القطيعة و الخلاف


و مع مرور 4 سنوات، لاحظت أن تغيّرا لم يطرأ على الأشخاص أو المستوى المنحط للبعض الذي، و بالعكس، تفاقم و تجاوز كل الحدود الأخلاقية و القانونية. و إن أكثر ما يؤلمني في تلك النعوت و الكلام البذيء و مساسه بشخصي و بكرامتي و كرامة أفراد عائلتي، ليست النعوت في حدّ ذاتها لأنني أعرف نفسي جيدا، و أعرف عائلتي و أصدقائي جيدا، و لأنني أمتلك ثقة كبيرة في نفسي لا يمكن لأحد أن يزعزعها ممّا يذكرني بما ردّده أصدقائي من فلسطين و سوريا: "يـا أرض اتهدّي ما عليكي أدّي" و "يـا جبل ما يهزّيك ريح"، و لكنني آخذ بعين الاعتبار هؤلاء القراء الذين يجدون كلاما و تعاليق منحطّة فأخجل حتى من تركها أمامهم حفاظا على مشاعرهم و احتراما للآداب العامة


و اليوم، و أمام استخفاف البعض بالحياة الخاصة للمدونين حتى وصل الأمر ببعض المدونين و القراء إلى تجاوز مجرّد السب و الثلب و الشتم، إلى الكشف عن شخصيتي مما يربك حياتي الخاصة و يجعل مني شخصية عامة رغما عن أنفها، و هو ما يتنافى و الأخلاقيات و القانون، فإنني أعلن تعليق مدوّنتي حتى إشعار آخر قد ينتهي بمغادرتي الفضاء مغادرة مطلقة


و كرسالة أخيرة، أود أن أقول أنني تجمعي الانتماء. و أنا فخور كوني مناضل و منخرط في صفوف التجمع الدستوري الديمقراطي. حزب الكفاح و الاستقلال و بناء الدولة الحديثة، حزب تحرير المرأة، حزب التغيير و التجديد. و إننا ملتفّون حول خيارات الرئيس زين العابدين بن علي و توجهاته و حول ثوابت حزبنا و ميثاقه و حول سياسة حكومتنا و قراراتها. مؤمنين أنه قائد استطاع أن ينقذ تونس و أن يحقق لها العديد من الانجازات و المكاسب و أن يجعل منا دولة متطورة و متقدمة، و أن يغرس فينا قيم الوطنية و التضامن و الإمتياز و الطموح و التحدي و الخلق و الابداع و الاصرار و المثابرة حتى نحقق لتونس و لشعبنا المزيد من المكاسب و الانجازات و حتى نواجه معا كل التحديات الوطنية و الدولية و نتجاوز الأزمات بمختلف أنواعها السياسية منها و الاقتصادية و الاجتماعية


عاشت تونس * عاشت الجمهورية * عاش التجمع حزب الريادة * عاش بن علي


وقل ربي أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا، وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا
صدق الله العظيم