هو شريط قديم حديث. يختفي مدّة من الزمن و يعود للظهور مرة أخرى. البعض يختار مغادرة فضاء التدوين و إغلاق مدوّناتهم لسبب أو لآخر و آخرون ينادون بإخراج من يخالفهم الرأي و طردهم. و لئن كان الاختيار الأول أكثر سلما و اعتدالا من الأول، إلا انه ليس إلا هروبا من الواقع أو ترك للفضاء حتى يصول و يجول فيه آخرون، و ينصّبون أنفسهم مدافعين عن حقوق الانسان و رقباء على المواطنين و متحدثين باسمهم و كأنما المواطن التونسي لا يزال بحاجة لوصي عنه
إنني أدين و بشدة، دعوة البعض إلى إقصاء عدد من المدونين لا لسبب إلا لأنهم يختلفون معهم على المستوى الايديولوجي و السياسي و على مستوى طرح القضايا و كيفية تناول المواضيع التي تهمّ الشأن العام أو حتى المواضيع الدولية
إن ممارسة هؤلاء و دعوتهم إلى الإقصاء و التهميش لهي دلالة واضحة أنهم غير قادرين على التحاور مع الطرف الآخر و على أن يكونوا في مستوى معيّن و أن يحترموا الأخلاقيات و الآداب العامة. بل هم يقرعون جرس الانذار و كأن من يختلف معهم و متواجد بينهم ليس ابن وطنهم، أو صديقهم أو جارهم
إن الاختلاف شريعة الحياة. و الاختلاف في الرأي و الانتماء، لا يمكن أبدا أن يكون مدعاة للقتل أو الترهيب أو العنف أو حتى التخوين. و لكن الاختلاف لا بد أيضا أن يكون لديه ضوابط و في أطر قانونية مثلما هو معمول به في كل دول العالم. و لئن هناك فئة أعتبرها أنا أيضا "ضالّة"، فإن ذلك نابع من اعتقاد و قناعة شخصيين.
فأنا لا أريد لتونس أن تكون جمهورية إسلامية. لذلك أنا ضدّ كل من يدخل لتونس عادات و تقاليد و لباسا دينيا، لا علاقة له بتاريخنا و تقاليدنا. فلباسنا التقليدي مثلا، فيه من الحشمة و السترة ما يتلائم و النصوص الدينية . كما أنني لا أقبل شخصيا أي مظهر من مظاهر الغلو في الدين أو أن ينصّب البعض أنفسهم كدعاة اسلاميين، يدعون الناس إلى الدين و يوزعون الكتب الدينية و يكونون حلقات في منازلهم حتى أن المرء يخال نفسه لوهلة أنه بأفغانستان أو باكستان
إننا في تونس...دولة عربية...مسلمة...افريقية...متوسطية. لدينا تاريخ حافل بالأحداث و ننتمي لحضارة قرطاجية يحق لنا أن نفخر بها. و سنظل شعبا معتدلا و متسامحا. و التسامح و الاعتدال لا يعني ما ظنه البعض: انبطاح و خنوع. بل نحن شعب سقى هذه الأرض دما و حارب و قاتل من أجل نيل الاستقلال و خروج جنود الاستعمار. فنحن نريد التعامل بندية و ان يحترم الآخرون سيادتنا و استقلالنا لا أن ينصبوا أنفسهم متحدثين رسميين بمن خالف القانون و الأخلاق و ظنّ أنه شخص فوق القانون لصفة ما
كما انني لا أريد أبدا لتونس أن تكون دولة يسارية و أن تعلّق صور تشيغيفارا و ماو تسي تونغ و لينين و كاسترو. فذلك تيار ولّى عهده و انتهى و على من يعيشون في وهمه الاستفاقة من سباتهم العميق لأن العالم من حولهم قد تغيّر و الايديولوجيا التي يريدون أظهرت إفلاسها منذ عقود طويلة.
و لا أريد لتونس ان تكون قومية - عربية - ناصرية. فذلك توجه أظهر أيضا هو الآخر إفلاسه. بل إنه، و بمساعدة جليلة من طرف البعثيين و الصداميين، أحدثوا شرخا في العلاقات العربية البينية لا نزال نعاني منه إلى يومنا هذا، بل إنه هو سبب مصائبنا و مشاكلنا التي لا حدود لها
وكل هذه التيارات و أكثر موجودة في مجتمعنا و منه عالم التدوين. و يحق لكل واحد أن يختار فريقه و معسكره. كل حسب قناعاته و ميوله و قراءاته و تصوراته. و لكن اختيار شق دون آخر لا يعني أن ذلك الاختيار قد يكون صائبا. من هنا يعمل كل واحد على إقناع الطرف الآخر بمبادئه و ثوابته و رؤاه و مرجعياته و انجازاته. و ذلك لا يعني أبدا السب او الشتم أو الثلب، و لئن في الواقع أصبحت هذه هي العمولة المتداولة في تن-بلوغز للأسف
المدونون التجمعيون هم جزء من هذا الفضاء و لا يحق لأحد أن يقصيهم أو يدعو إلى إقصائهم...من حقهم الكتابة و التعبير و الرد. و لا يحق لأحد أن ينصّب نفسه وليا على بقية المدونين أو ان يدعو إلى إلغاء الآخر فقط لأنه يختلف معه في التفكير أو النظرة
لكل منا مساوؤه و محاسنه. و لكن يجب أن لا نترك للكراهية و العنف مكانا في قلوبنا. فبالحوار و بقبولنا للآخر و بنقاشنا المسؤول و باحترامنا لما يطرح من أفكار و مواضيع، يمكننا أن نبني جسورا للتواصل و التلاقي عوضا عن الجفاء و زرع الكراهية و الحقد و البغضاء
إنني أدين و بشدة، دعوة البعض إلى إقصاء عدد من المدونين لا لسبب إلا لأنهم يختلفون معهم على المستوى الايديولوجي و السياسي و على مستوى طرح القضايا و كيفية تناول المواضيع التي تهمّ الشأن العام أو حتى المواضيع الدولية
إن ممارسة هؤلاء و دعوتهم إلى الإقصاء و التهميش لهي دلالة واضحة أنهم غير قادرين على التحاور مع الطرف الآخر و على أن يكونوا في مستوى معيّن و أن يحترموا الأخلاقيات و الآداب العامة. بل هم يقرعون جرس الانذار و كأن من يختلف معهم و متواجد بينهم ليس ابن وطنهم، أو صديقهم أو جارهم
إن الاختلاف شريعة الحياة. و الاختلاف في الرأي و الانتماء، لا يمكن أبدا أن يكون مدعاة للقتل أو الترهيب أو العنف أو حتى التخوين. و لكن الاختلاف لا بد أيضا أن يكون لديه ضوابط و في أطر قانونية مثلما هو معمول به في كل دول العالم. و لئن هناك فئة أعتبرها أنا أيضا "ضالّة"، فإن ذلك نابع من اعتقاد و قناعة شخصيين.
فأنا لا أريد لتونس أن تكون جمهورية إسلامية. لذلك أنا ضدّ كل من يدخل لتونس عادات و تقاليد و لباسا دينيا، لا علاقة له بتاريخنا و تقاليدنا. فلباسنا التقليدي مثلا، فيه من الحشمة و السترة ما يتلائم و النصوص الدينية . كما أنني لا أقبل شخصيا أي مظهر من مظاهر الغلو في الدين أو أن ينصّب البعض أنفسهم كدعاة اسلاميين، يدعون الناس إلى الدين و يوزعون الكتب الدينية و يكونون حلقات في منازلهم حتى أن المرء يخال نفسه لوهلة أنه بأفغانستان أو باكستان
إننا في تونس...دولة عربية...مسلمة...افريقية...متوسطية. لدينا تاريخ حافل بالأحداث و ننتمي لحضارة قرطاجية يحق لنا أن نفخر بها. و سنظل شعبا معتدلا و متسامحا. و التسامح و الاعتدال لا يعني ما ظنه البعض: انبطاح و خنوع. بل نحن شعب سقى هذه الأرض دما و حارب و قاتل من أجل نيل الاستقلال و خروج جنود الاستعمار. فنحن نريد التعامل بندية و ان يحترم الآخرون سيادتنا و استقلالنا لا أن ينصبوا أنفسهم متحدثين رسميين بمن خالف القانون و الأخلاق و ظنّ أنه شخص فوق القانون لصفة ما
كما انني لا أريد أبدا لتونس أن تكون دولة يسارية و أن تعلّق صور تشيغيفارا و ماو تسي تونغ و لينين و كاسترو. فذلك تيار ولّى عهده و انتهى و على من يعيشون في وهمه الاستفاقة من سباتهم العميق لأن العالم من حولهم قد تغيّر و الايديولوجيا التي يريدون أظهرت إفلاسها منذ عقود طويلة.
و لا أريد لتونس ان تكون قومية - عربية - ناصرية. فذلك توجه أظهر أيضا هو الآخر إفلاسه. بل إنه، و بمساعدة جليلة من طرف البعثيين و الصداميين، أحدثوا شرخا في العلاقات العربية البينية لا نزال نعاني منه إلى يومنا هذا، بل إنه هو سبب مصائبنا و مشاكلنا التي لا حدود لها
وكل هذه التيارات و أكثر موجودة في مجتمعنا و منه عالم التدوين. و يحق لكل واحد أن يختار فريقه و معسكره. كل حسب قناعاته و ميوله و قراءاته و تصوراته. و لكن اختيار شق دون آخر لا يعني أن ذلك الاختيار قد يكون صائبا. من هنا يعمل كل واحد على إقناع الطرف الآخر بمبادئه و ثوابته و رؤاه و مرجعياته و انجازاته. و ذلك لا يعني أبدا السب او الشتم أو الثلب، و لئن في الواقع أصبحت هذه هي العمولة المتداولة في تن-بلوغز للأسف
المدونون التجمعيون هم جزء من هذا الفضاء و لا يحق لأحد أن يقصيهم أو يدعو إلى إقصائهم...من حقهم الكتابة و التعبير و الرد. و لا يحق لأحد أن ينصّب نفسه وليا على بقية المدونين أو ان يدعو إلى إلغاء الآخر فقط لأنه يختلف معه في التفكير أو النظرة
لكل منا مساوؤه و محاسنه. و لكن يجب أن لا نترك للكراهية و العنف مكانا في قلوبنا. فبالحوار و بقبولنا للآخر و بنقاشنا المسؤول و باحترامنا لما يطرح من أفكار و مواضيع، يمكننا أن نبني جسورا للتواصل و التلاقي عوضا عن الجفاء و زرع الكراهية و الحقد و البغضاء