vendredi, novembre 20, 2009

لا تلاعب بأمن المملكة العربية السعودية و سلامة ترابها



هي ذكريات جميلة أحملها عن زياراتي المتعدّدة للمملكة العربية السعودية و للصداقات العديدة و المتنوعة التي كوّنتها هناك

و المؤسف هو أن عددا كبيرا من مواطني الدول المغاربية و بصفة خاصة تونس لا يمتلكون رؤية واضحة و صحيحة عن منطقة الخليج و منها المملكة العربية السعودية. كما أن الدور الكبير الذي تلعبه دول مثل مصر و لبنان و سوريا، جعل منطقتنا المغاربية غير معروفة جيدا لدى المواطن الخليجي عامة و السعودي خاصة

فالسائح الخليجي و رجل الأعمال الخليجي، يجد لدى مصر و لبنان و سوريا جلّ ما يبحث عنه و من ذلك سرعة التواصل بسبب اللغة المفهومة و المفردات المتشابهة، التقارب في أنواع الأكلات و الحلويات، القرب الجغرافي، قدرة المصريين و اللبنانيين و السوريين على التعامل مع الخليجيين و توفير مستلزماتهم. و بالتالي، إن كنا نريد مزيد جلب السياح الخليجيين و الذين يمتلكون قدرة شرائية كبيرة و هامة فإنه علينا أن نعيد صياغة سياستنا السياحية و تنميتها و مزيد التعريف بها لدى أشقائنا الخليجيين. كما أن العاملين و المشرفين على القطاع يجب عليهم أن يدرسوا جيدا واقع السوق السياحي الخليجي و طلبات السائح الخليجي و رغباته. فنحن يمكننا أن نسوّق السياحة الشتوية للخليجيين و لدينا منطقة الشمال الغربي الزاخرة بالمناظر الطبيعية الشتوية الخلابة. و لدينا أيضا السياحة الشاطئية الصيفية. و بشهادة العديد من الزوار فإن تونس قادرة على منافسة مصر و لبنان و سوريا و المغرب و لكنني على يقين أنه لا بد من تكوين العاملين في القطاع السياحي لأنهم هو وجه البلد. فالسائح الخليجي و حتى الأجنبي يعير أهمية كبيرة للتعامل الذي يلقاه من طرف العاملين في القطاع كالدليل السياحي و عملة الفندق و الندلاء و الباعة و غيرهم. فمنذ وصول السائح إلى المطار يصبح كل شخص تحت مجهره. و هذا لا ينتقص من إنسانية أو كرامة المواطن التونسي بشيء. لأن السائح مهما اختلفت جنسيته هو ضيف في بلدنا و تقاليدنا و ديننا يفرضان علينا واجب إكرامه و حمايته إلى أن يغادرنا

أذكر مرّة كنت أرافق فيها والدة صديقة بحرينية لي. و كنا نتجول في تونس العاصمة و بعض المدن الساحلية الشمالية. فاستغربت قائلة: "والله يا ****، لست أدري لماذا أدهب سنويا رفقة عائلتي إلى كل من لبنان و سوريا أو مصر، في حين أنكم تمتلكون هنا في تونس مناظر طبيعية خلابة، و لديكم بنية تحتية ممتازة على عكس الدول التي زرتها مما يمكنني و عائلتي من قيادة السيارة بأريحية و الإقامة في إقامات و فنادق مريحة و جيدة

و هو نفس الانطباع الذي رددّه عدد آخر من أصدقاء العائلة من السعوديين و الذي زاروا تونس

المهم، أنني بهذا المقاتل، و لو أنني خرجت عن الموضوع الأساسي، أردت أن أعبّر عن تضامني الشديد مع المملكة العربية السعودية في عملياتها العسكرية ضد المتمردين الحوثيين شمال اليمن و على التضامن و التعاطف مع آلاف السكان الذين وقع ترحيلهم من قراهم (قرابة 500 قرية حدودية) و تم وضعهم في مخيمات لاجئين بعيدا عن مناطق التوتر و الضربات العسكرية

قد يستغرب من لا يعرف الواقع السعودي مثل ردة الفعل هذه حيث أن السعودية حشدت عددا كبيرا من قواتها البرية و الجوية و البحرية و لكن من يعرف الواقع السعودي فلن يستغرب ذلك

السعودية تعاني و لسنوات من تسلل الأشقاء اليمنيين إلى أراضيها بدافع العمل نتيجة الأوضاع الاقتصادية و المعاشية الصعبة باليمن الذي يعدّ من افقر الدول العربية. و بالتالي فإن تواجد جالية يمنية كبيرة في السعودية، نسبة مهمة منهم غير شرعية، يجعل السعودية تتحمل أعباء مختلفة خاصة أمنيا و خاصة مع تواجد الآلاف من المعتمرين و الحجاج الذين أيضا لا يغادرون أراضيها و ينضمون إلى قافلة المهاجرين الغير شرعيين

وإضافة إلى كل ذلك، فإن شساعة الصحراء خاصة جنوب السعودية و طول حدودها مع اليمن و وعورة تضاريس المنطقة، يجعل مراقبة السعودية لحدودها أمرا غير هيّن. من دون أن ننسى المشاكل الحدودية بين السعودية و اليمن و التي هدأت منذ فترة غير بعيدة

إذن، السعودية، بسكانها الذين يناهزون أو يفوقنون الـ 25 مليون نسمة، و مع تعدد الجنسيات، إضافة إلى المكانة الدينية للمملكة في قلوب المسلمين، يجعل أمنها من أمن المنطقة بأكملها

ذلك أن أي تهديد أمني للمملكة يهدد بالتالي أمن و سلامة مواطنيها و المقيمين على أرضها ناهيك عن سلامة و أمن المعتمرين و الحجاج

لقد خطت المملكة خطوة هامة على صعيد محاربة الارهاب، كما أنها تشهد انفتاحا و اعتدالا لا مثيل له بقيادة الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود. و شخصيا أنا مع التحرك السعودي على حدودها لأن المساس بأمن المملكة سيكون له تأثيرات سلبية كبيرة على المنطقة بأكملها