vendredi, juillet 31, 2009

الجيش الوطني التونسي: لأننا نعلّم الناس أن يعوّلوا على أنفسهم: رجيم معتوق...معجزة تونسية في قلب الصحراء





مع تجوّلنا في منطقة رجيم معتوق، زال عنا تعب السفر و مشاق الطريق. فرحلة ماراطونية بـ 3 أيام تعرّفنا خلالها على مختلف أوجه التنمية بمدنين و بن قردان و جرجيس و جربة و قبلي و رجيم معتوق ليس بالأمر الهيّن خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة. و لكن كل التعب زال مع رؤية الصحراء تتحوّل إلى واحات خضراء بفضل ديوان تنمية رجيم معتوق و الذي بعثه الجيش الوطني حتى يشرف على مختلف مراحل مشروع رجيم معتوق

لطالما آمنت بأن المستحيل ليس بتونسي خاصة و أننا كثيرا ما نسمع على تحويل صحراء النقب إلى واحات غنّاء من طرف الإسرائيليين و كيف أن عددا من العرب يريدون استغلال التجربة الاسرائيلية في تنمية الصحراء و تحويلها إلى واحات خضراء. و لكن، لماذا نتوجه إلى العدو و نحن لدينا في تونس تجربة قوامها 20 سنة و خبرة طويلة في هذا المجال تجعلنا قادرين على تصديرها للدول العربية و الإفريقية؟ و على كل فإن تونس ستعمل على تصدير تجربتها للدول الإفريقية خاصة في إطار مشروع الخط الأخضر و الذي يمتد من إثيوبيا إلى الجزائر و هو ما سيكون له أثر مهم في القارة الإفريقية من خلال مكافحة التصحر و تقدم الصحراء و كذلك العمل على استقرار السكان و هو ما سيولّد استقرار المنطقة و وضع حدا للأزمات المتتالية ناهيك عن تحسين مستوى عيش السكان

المشروع انطلق في 1984 بتجربة نموذجية على مساحة 300 هكتار خاصة بعد اكتشاف مائدة مائية جوفية سنة 1972. و مع نجاح التجربة توّسع المشروع و كبر لتصبح بذلك الأراضي المرشحة له 2500 هكتار

توجد رجيم معتوق بقراها الستّة و سكانها الـ 6000 نسمة على بعد 120 كم من مدينة قبلي إلى الجنوب الغربي منها. و لقد خلقت الواحات المستحدثة على حساب الصحراء و رملها الذهبي في تحدي واضح للطبيعة الصحراوية و قساوتها مناخا واحيا خاصا إن صدق القول حيث يشعر المرء بنوع من الانتعاش رغم حرارة الطقس و شدّة لهيب الشمس

و للمشروع العديد من الفوائد فهو يضمن استقرار السكان التونسيين الرحل و مجابهة تحرك الرحل الجزائريين و هو ما يضمن سلامة ترابنا و مناعة وطننا و أمن حدودنا. كما أن له جانب بيئي من خلال مكافحة ظاهرة التصحر و تخفيف العبء على الواحات القديمة بكل من قبلي و توزر و دوز حيث أنه من المؤمل أن يبلغ إنتاج التمور من واحات رجيم معتوق 20 ألف طن سنويا

و اجتماعيا للمشروع فوائد جمة و خاصة منها توفير مواطن الشغل و ضمان العيش الكريم للمواطن التونسي. ففي تلك المنطقة النائية وجدنا الماء الصالح للشراب و النور الكهربائي و الطريق المعبد و المدرسة الابتدائية و مركز الرعاية الصحية و المدرسة الإعدادية و المساجد و مركز تنشيط الشباب

تقوم الدولة في رجيم معتوق بتوزيع المقاسم الفلاحية على المنتفعين بمعدّل 1.5 هكتار مع منزل - مجــانــا- و ينتفع المواطن بمنحة شهرية قارة إلى أن تصبح نخيله قادرة على الإنتاج (بعد 7 سنوات) ناهيك عن اعتماد الزراعة الطبقية و المتمثّلة في النخيل، فالأشجار المثمرة فالخضر و هو ما يمكن المنتفع من دخل قار حسب الزراعات و المواسم الفلاحية فلا يكون مدخوله و إنتاجه مقتصرا على التمور و على فترة زمنية واحدة ناهيك عن تربية الماشية و الحيوانات الأليفة. و خلال المدة التي يحصل فيها المنتفع على منحة، يقوم أيضا بالعمل في واحة نموذجية تابعة لديوان تنمية رجيم معتوق و يعمل أيضا في الواحات المقامة سابقا حتى يتعلّم كيفية التعامل مع النخلة و كيفية الزارعة و غيرها من الأمور الفلاحية فيكون بمثابة التربص المغلق له و التأطير و هو ما يمكنه أيضا من تحسين دخله المادي و هكذا يكون شخصا فاعلا في محيطه لا فقط مجرد شخص تمّت إعالته

أما أصحاب الشهائد العليا و الذين يريدون الانتفاع بمقاسم فإنه يمنح لهم ضعف ما يمنح للمواطن العادي بحيث يحصلون على مقاسم بـ 3 هكتارات و على منزلين و يتمتعون أيضا بالمنح و بالعمل في واحة الديوان و الواحات المجاورة

و يقوم الديوان بمراقبة المنتفيعن و مدى احترامهم للسكنى بالمنازل الممنوحة لهم و استغلالهم المثالي للتجهيزات و المقاسم

المشروع في أرقام برقية

- 75 مليار لإحياء الصحراء
- تهيئة 2160 هكتار بغراسة 250 ألف نخلة تنتج سنويا 20 ألف طن من التمور الرفيعة
- إحياء الصحراء و تحويلها من أرض قاحلة إلى منطقة تنتج الخضر و الغلال و التمور

* القسط الأول: 1990 - 2001
- تهيئة 1152 هكتار بكلفة 32 مليون دينار
- إحداث قرى و واحات: الفردوس 1 و 2 و النصر 1 و 2


* القسط الثاني" 2002 - 2008 - متواصل
- تهيئة 1008 هكتار بكلفة 43 مليون دينار
- إحداث قرى و واحات الأمل 1 و 2 و السلام 1 و 2

* إنجازات نوعية بمنطقة المشروع

- 1372 منتفعا بالمقاسم و المساكن إلى حد الآن منهم 121 من أصحاب الشهادات العليا
- إحداث 150 موطن شغل
- إحداث 30 بئر
- حفر بئر عميقة - 252 متربقوة تدفق 60 لتر في الثانية و بكلفة 263 ألف دينار
- المساحات المغروسة نخيلا: 1956 هكتار
- بناء 1020 مسكنا إلى حد الآن
- بناء 5 مدارس أساسية و مدرسة إعدادية و 2 مراكز تنشيط شباب ريفي و 2 مراكز صحة و 2 مسجد
- ربط رجيم معتوق بالشبكة الكهربائية الوطنية و تنوير جميع القرى البالغ عددها 6 و تزويد جميع المتساكنين بالماء الصالح للشراب
- تدعيم الطريق العابرة لرجيم معتوق بالخرسانة الاسفلتية و تهيئة 65 كم من المسالك الفلاحية
- تجهيز مركز الفتاة الريفية و إحداث فضاءات تجارية و ترفيهية
- في 2009: بناء مركز صحي متكامل مجهز بأحدث التجهيزات الطبية يضم قسما استعجاليا و احداث مطعم مدرسي بالمدرسة الاعدادية


هذه هي التنمية في بلادي حيث أنها تصل إلى أقاصي أركان الوطن هدفها تنمية الإنسان و حماية مكتسبات الدولة

لمزيد المعلومات: http://www.defense.tn/ar/index.php?option=com_content&task=view&id=70