كنت بصدد إجراء بحث حول عدد من المسائب التي تهمّ العمل بمكتبة الكلية عندما كنت أسمع صراخا أشبه بنهيق الحمار. ولكن، و لشدّة تركيزي على بحثي خاصة و انني كنت على اتصال مباشر بالمكتب حتى أتابع العمل، لم أعر ما يحدث كل الانتباه. فقط عندما غادرت المكتبة حتى أقوم بنسخ الوثائق اكتشفت أن مناضلا من الاتحاد العام لطلبة تونس، يقف وسط الكلية، فوق طاولة دراسية قام بخلاص ثمنها المواطن التونسي بما فيه والده، عروق جسمه ظاهرة، تكاذ أن تنفجر، العرق يتصبب منه كأنما هو تحت الدش، عيناه جاحظتين، و التف حوله عدد كبير من مناصريه، إضافة إلى الفريق المعارض و هم أبناء الحزب الحاكم مع مجموعة من الطلبة الجدد المنبهرين بما يحدث. طبعا هم مبهورون لسبب بسيط: هم من الناجحين الجدد...أغلبهم من عوائل عادية...لم يسمعوا يوما طيلة فترة دراستهم الابتدائية و الثانوية شخصا ينتقد الحزب الحاكم الذي ينتمي إليه آبائهم أو ينتقد أعلى هرم السلطة، على العلن. بالنسبة لهم هو شجاع و يقول كلاما يرغب 90" من الشعب التونسي قي قوله علنا بينما يتناقلونه في المقاهي
هذا الطالب، الذي شهد دخول و خروج العديد من دفوعات الطلاب على امتداد السنوات، لا يزال يوجه انتقاده للحكومة التونسية بسبب حضور إسرائيل قمة المعلومات تونس 2005. هنا، وقفت أنظر إليه و تذكرت قناتنا الوطنية تونس 7 و تسائلت: ما هو الفرق بينه و بين القناة؟ لا فرق يذكر. فكلامها احتجزا في فترة زمنية معينة: خطابا و أسلوبا و فكرا و توجها، في حين أن بقية العالم تتقدم. 2005...ألا يعرف هذا الطالب أننا في نهاية العام 2008؟ و أننا على أبواب العام 2009؟ أي أننا بين 3 على 4 سنوات بعد قمة المعلومات. من المفروض أن ننظر للماضي حتى نقارنه بالحاضر و حتى نضع الخطط للمستقبل...حتى نتعلّم من أخطائنا و حتى نسد الثغرات...حتى نصلح الأمور الخاطئة...لا أن نبقى حبيسي سبعينات و ثمانينات القرن الماضي
بالعاطفة، أريد لإسرائيل أن تخرج من كامل فلسطين...بالعقل: أريد أن تقوم دولة إسرائيل جنبا إلى جنب مع قيام دولة فلسطينية. العاطفة قد تقودنا إلى الأنانية و الغرور و الغلوّ و قد نقع في الخطأ، لذلك وجب إعمال العقل الذي قد يغاير تماما عاطفتنا. و لكن أن نضل حبيسي التاريخ و القومية و الثورة وغيرها، فهذا أمر غير مبرر و غير حكيم.
هذا الطالب، الذي شهد دخول و خروج العديد من دفوعات الطلاب على امتداد السنوات، لا يزال يوجه انتقاده للحكومة التونسية بسبب حضور إسرائيل قمة المعلومات تونس 2005. هنا، وقفت أنظر إليه و تذكرت قناتنا الوطنية تونس 7 و تسائلت: ما هو الفرق بينه و بين القناة؟ لا فرق يذكر. فكلامها احتجزا في فترة زمنية معينة: خطابا و أسلوبا و فكرا و توجها، في حين أن بقية العالم تتقدم. 2005...ألا يعرف هذا الطالب أننا في نهاية العام 2008؟ و أننا على أبواب العام 2009؟ أي أننا بين 3 على 4 سنوات بعد قمة المعلومات. من المفروض أن ننظر للماضي حتى نقارنه بالحاضر و حتى نضع الخطط للمستقبل...حتى نتعلّم من أخطائنا و حتى نسد الثغرات...حتى نصلح الأمور الخاطئة...لا أن نبقى حبيسي سبعينات و ثمانينات القرن الماضي
بالعاطفة، أريد لإسرائيل أن تخرج من كامل فلسطين...بالعقل: أريد أن تقوم دولة إسرائيل جنبا إلى جنب مع قيام دولة فلسطينية. العاطفة قد تقودنا إلى الأنانية و الغرور و الغلوّ و قد نقع في الخطأ، لذلك وجب إعمال العقل الذي قد يغاير تماما عاطفتنا. و لكن أن نضل حبيسي التاريخ و القومية و الثورة وغيرها، فهذا أمر غير مبرر و غير حكيم.