في وقت رفعت فيه تونس و منذ فترة شعار "تونس...بلد الفرح الدائم"، هذا القطر العربي المتوسطي الأفريقي المسلم، التي تتالت عليه الحضارات و الذي عرف شعبه بتفتحهم و اعتدالهم، أضحى لبنان، بلدا للمشاكل الدائمة.
من حروب و أزمات عصفت و تعصف بلبنان منذ تأسيسه في أواخر العشرينات من القرن الماضي مرورا بالحرب الأهلية في سبعينات و ثمانينات القرن الماضي إلا آخر الحروب و الأزمات مع الكيان الصهيوني من جهة و بين فرقاء البلد من جهة أخرى بحيث أضحى ينعدم أن يمر يوم أو شهر أو سنة دون أن يكون لبنان في واجهة الأحداث العالمية. ربما أضحى لبنان و العلم اللبناني و الساسة اللبنانيين من أشهر الدول و الأعلام و رجال السايسة في العالم بسبب ما يدور في بلدهم. بل لعلّ لبنان تحوّل إلى حديث الساعة في عدد كبير من القصور الرئاسية و الملكية و حتى في الجلسات العائلية أو بين الأصدقاء و في المقاهي و غيرها.
لبنان مشاكله لا تنتهي و لا يمكنك أن تتصوّر ماهي المشكلة الجديدة التي يمكن للبنان أن يواجهها حتى في الساعات القليلة المقبلة. من بين هذه المشاكل الجديدة القديمة، مشكل كهرباء لبنان. فالكهرباء في لبنان تنقط باستمرار و لمدّة قد تصل إلى 6 أو 8 ساعات في اليوم الأمر الذي جعل المواطنين اللبنانيين يشتركون في مجمعات خاصة تضم "موتورات" تعمل بالديزيل توفّر الكهرباء للمواطنين. أي أن المواطن اللبناني يدفع فاتورة الكهرباء مرتيّن. واحدة لمؤسسة كهرباء لبنان و الأخرى لأصحاب ما أصبح يعرف بالموتورات.
و من أسباب مشكل الكهرباء بلبنان ارتفاع أسعار المحروقات مع العلم أن لبنان لا يمتلك ثروات طبيعية باطنية و بصفة خاصة في قطاع المحروقات. كما أن الصيف قد حلّ و ارتفعت معه طاقة استعمال مكيفات الهواء و الإنارة خاصة مع بداية الموسم السياحي. عدد آخر من المواطنين اللبنانيين يقوم بما يسمى بالتعليق على الشبكة أن يتغذى من الشبكة الكهربائية من دون حسيب أو رقيب.
أضف إلى تلك المشاكل المشاكل الأمنية و المربعات الأمنية حيث لا الجيش و لا الأمن الوطني قادر على المسك بزمام الأمور، مع تعدد المخيمات الفلسطينية و كثرة الطوائف و الملل و اختيار نظام الديمقراطية التوافقية و أزمة الدين العام. كلّ هذا يجعلني أشعر بدوار و يجعل من لبنان بلد المشاكل الدائمة في وجه تونس بلد الفرح الدائم