mardi, décembre 12, 2006

الدين عدو السلام


إن التعصب العرقي و القومي و الديني لا يمكنه أن يحقق آمال الشعوب في تحقيق التقدم المنشود على الصعيد الاقتصادي و السياسي و الاجتماعي و الثقافي و التكنولوجي. فالتعصب لا يحقق سوى الحروب و الدمار و التخلف كما أن التصعيد في الأمور و عدم الجلوس إلى طاولة الحوار و عدم ترك الباب مفتوحا لأي مبادرة سلمية أو تقارب في الآراء، لا يمكنه أن يخلف سوى التشنج و التوتر
ففي الملف الفلسطيني، هذه القضية العالقة منذ 60 عاما نتيجة التصعيد و سياسة اللاحرب و اللاسلم، يعتبر الدين مسألة مهمة. و الدين عبر العصور كان دائما مسألة اختلاف و جذب و كان دائما إما سببا أو نتيجة للحروب. الأمر يصبح أكثر تعقيدا بالنسبة للقضية الفلسطينية. فإسرائيل دولة قامت على أساس ديني. فهي دولة قومية يهودية سيكون من الصعب فيها تحقيق العيش السلمي حيث أن كا من هو إسرائيلي غير يهودي، على غرار عرب إسرائيل، لا يتمتعون بكامل الحقوق التي يتمتع بها الاسرائيلي اليهودي، و هذا الأمر يمكن تقبله نسبيا. فإسرائيل دولة قامت على أساس قومي من أجل تجميع اليهود في وطن واحد على أرض كنعان - فلسطين- و هي أرض سبق لليهود أن عاشوا فيها و مروا منها. و بالتالي فإن قيام إسرائيل على أساس قومي - يهودي- سيجعل كل من يؤمن بتلك النظرية غير قابل للتعايش مع الطرف الآخر - العربي- لأنه يرى في ذلك خطر على هويته و على وجود إسرائيل و هو أمر مخالف لتعاليم دينه و لا سيما إذا ما تبنى النظرية الأكثر تطرفا و غلوا في الدين اليهودي
في المقابل، يرى العربي أن التعايش مع الآخر - الاسرائيلي اليهودي- أمر غير وارد و لن يكون بالتاجح. فهو يؤمن بأن الاسرائيلي هو يهودي مغتصب لأرض عربية. أرض دافعت عنها جيوش عربية ضد دولة واحدة فخسرت الحروب و الأرض معا. و أرض يدافع عنها أبنائها منذ عقود و لكن دون جدوى. سلسلة من الحروب خلفت القتلى و الجرحى و الأسرى و المهجرين و المعاقين و الأرامل و اليتامى. فإلى أين المصير؟
عدد كبيرمن المتدينين يؤمنون بأن إسرائيل ستكون مقبرة لليهود و عدد آخر لا يؤمن بالسلام لأن الدين يؤمن بنهاية اليهود. فجميعنا نعلم بأمر الشجر و الحجر عندما يصرخ على في المسلم مناديا أن يهوديا يختبأ خلفه. فهل يعني هذا أن كل اليهود سواسية؟ هل يعني هذا أن العرب و المسلمون ملائكة؟ هل يعني هذا أن السلام سيظل ضائعا في متاهات القرآن و الانجيل و التوراة؟ أنني أريد السلام من أجل السلام. أريد العيش المشترك. لا أهتم للديانة أو العرق أو الجنس أو اللون، بل أهتم للانسان المجرد
اللهم ارحم ماركس القائل أن الدين ..أفيون الشعوب