mercredi, juin 02, 2010

لأنّ فلسطين هي قضيّتنا الأولى و الشخصية






يؤكد التجمع الدستوري الديمقراطي أن السياسة الخارجية ينبغي أن تكون مرآة للمبادئ السياسية والقيم الأخلاقية والحضارية للشعب التونسي، وأن تلتزم المواقف التي تكفل المصلحة الوطنية وتصون الاستقلال وحرية القرار وترفع مكانة تونس على الصعيد الدولي.

ويؤكد التجمع أن تحقيق مغرب عربي بلا حدود ضرورة حيوية تفرضها المعطيات الطبيعية التي تؤلف بين الأقطار المغاربية والحاجة الأكيدة لمواجهة التحديات التي تهدد نمو المنطقة وسلامة قرارها كما تفرضها الطموحات الملحة التي تختلج في وجدان الشعوب المغاربية وتدفعها نحو التكامل والتلاحم. وإن المغرب العربي لعنوان أولي في برنامج التجمع يقرر مواصلة العمل مع الأشقاء بالمنطقة على توضيح معالمه ورسم خططه واتخاذ الإجراءات المتبصرة الحكيمة لتجسيمه وإخراجه إلى حيز الوجود في أنسب الآجال كما تفرضها سياسة تونس الخارجية في أولوية اهتماماتها العمل مع أشقائها العرب في سبيل دعم مكانة الوطن العربي وتحقيق مناعته والوقوف في وجه الأخطار التي تهدده، والتي تأتي في مقدمتها اغتصاب إسرائيل لفلسطين وتشريد شعبها واحتلال أجزاء في البلدان العربية الأخرى. ويؤكد التجمع أن القضية الفلسطينية تمثل أعدل القضايا المعاصرة وأن كفاح الشعب الفلسطيني بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية ممثله الشرعي والوحيد يلزم كل عربي وكل إنسان حر بمساندة هذا الكفاح حتى يحقق الشعب الفلسطيني أهدافه في التحرير والعودة وبناء دولته المستقلة على ترابه الوطني.

وإنّ التجمع يعتبر مناعة محيطنا العربي والإسلامي والإفريقي تبقى رهينة قدرتنا على معالجة واعية وجريئة للواقع الذي نعيشه وتنظيم إمكاناتنا في سبيل التضامن والتعاون البناء وتجنيب شعوبنا مخاطر التردي في الصراعات فيما بينها كما تقتضي المناعة الوقوف بحزم ضد الاستعمار والعنصرية في أي مكان من العالم وخاصة في ناميبيا وجنوب إفريقيا.

ومن منطلق الإيمان بالتعاون كقيمة إنسانية حضارية يؤكد التجمع ضرورة محافظة بلادنا على علاقات متميزة مع بلدان حوض البحر الأبيض المتوسط مهد الحضارة العريقة التي أسهمت بلادنا في صنعها وإثرائها.

كما يؤكد ضرورة إقامة سياستنا الخارجية على أساس الصداقة بين الشعوب والتعاون بين الدول مهما اختلفت أنظمتها.

ويؤكد التزام تونس الكلي مع كافة بلدان العالم الثالث في نضالها ضد التخلف وفي سعيها في إرساء نظام اقتصادي عالمي جديد قائم على العدل واحترام مصلحة الشعوب في التنمية.

ويؤمن التجمع أن حركة عدم الانحياز ومجموعة السبعة والسبعين تمثلان الإطار الأنجع لبلوغ هذه الأهداف.

إن التجمع الدستوري الديمقراطي الذي بدأ مرحلة جديدة في النضال بفضل السابع من نوفمبر يضع هذا الميثاق عهدا من مناضليه تتبارى في ظله الطاقات الوطنية على درب ترسيخ النظام الجمهوري الصحيح والديمقراطية إيمانا منه بأن الرهان في معركة المصير وبناء الذات يمر حتما بكسب معركة العمل والإنتاج ورد الاعتبار للإنسان التونسي المتفتح والمؤصل في قيمه الثابتة.

إن تونس اليوم في حاجة إلى كل أبنائها تدعو عقولهم للنظر العلمي الواعي ونفوسهم إلى التألق والإبداع، وسواعدهم إلى البناء والتعمير، بعد أن فتح العهد الجديد أبواب الأمل فأقام جسور المواصلة والانطلاق ليصبح هذا العهد وهذا الميثاق مدخلا تاريخيا للأجيال يوفّر لها أسباب التصالح الوطني.

وإن التجمع ليهيب بالتونسيين جميعا إلى الأخذ بالجد والبذل وإلى الإنجاز والعطاء وإلى التقدم والتوق إلى الأسمى وإلى العمل الوطني الجماعي في إطار وحدة مطهرة من كل الشوائب التي عرضتها للإحباط في الماضي.

فليكن العمل رائدنا، ومصلحة البلاد مرجعنا، والقانون فيصلا بيننا، والذود عن حرمة الوطن عصمتنا واحترام الإنسان شعارنا

"وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون"

صدق الله العظيم


مقتطف من الميثاق و النظام الداخلي للتجمع الدستوري الديمقراطي

http://www.rcd.tn