vendredi, octobre 23, 2009

الشخص الناجح هو الذي يمكنه أن يضع أساسا ثابتا من الحجارة التي يلقيها الآخرون عليه


عندما اعترضتني هذه المقولة التي قالها الاعلامي الأمريكي الراحل دافيد برينكلي "الشخص الناجح هو الذي يمكنه أن يضع أساسا ثابتا من الحجارة التي يلقيها الآخرون عليه"، قفز إلى مخيّلتي شريط من الأحداث و الصور و القرارات التي اتخذها الرئيس بن علي طيلة 21 سنة . 21 سنة من التغيير و لكنه لم يكن تغييرا جامدا...لا في المكان و لا في الزمان. فرجل التغيير عرّف بمشروعه الحضاري منذ السابع من نوفمبر 1987 عندما استعمل مصطلحات "التغيير جهد يومي مشترك" و عندما بيّن أن هذا العهد إنما هو "عهد الكد و البذل"، بحيث أن تونس أصبحت تعرف الانجاز وراء الانجاز، و تسارعت وتيرة الاصلاحات السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و تضاعف عدد القوانين و ما كان حلما أصبح حقيقة و واقعا ملموسا

في بعض الأحيان نغفل عن أبسط الأشياء، فتنسينا الحياة بملذّاتها و مشاكلها، ما دار و يدور من حولنا. ننساق في الدراسة و العمل و التخطيط للمستقبل، و مع ذلك يبقى الطموح يغذّينا، و الرغبة في أن نمتاز عن غيرنا تحيي فينا أمل تعزيز فرص نجاحنا و كل ذلك يدفعنا إلى رفع التحديات حتى نشّق طريقنا بثبات و مثابرة

إذن، مثابرة و امتياز و طموح و تحدي، مفاهيم و مصطلحات ركّز دعائمها الرئيس زين العابدين بن علي بعد أن أنقذ البلاد. فضمن بذلك مستقبلي و مستقبل تونس كلّها. فأنا أدين اليوم له بما أنعم به علم و معرفة و مكانة في المجتمع

و لكن الرئيس بن علي اختار الطريق الصعب...اختار طريق خدمة الوطن و المواطن...اختيار ناتج عن قناعة و وطنية كبيرين رغم أنه جعل من المواطن التونسي مواطن دائم الطموح و كثير الرغبات و لكن الرئيس بن علي قالها أكثر من مرة: أعدّل ساعتي على رغبات المواطن التونسي. فهو لم يكن يوما في قطيعة مع وطنه و شعبه

رغبات تنطلق من فكرة أو مطلب، قد يكون فردي أو جماعي، فيمر بمراحل مختلفة من تفكير و تحليل و نقاش و إثراء فتصوّر و صياغة و إنجاز. فكم من طريق سيارة و كم من مطار و كم من ميناء و كم من مدرسة و كم من معهد و كم من جامعة و كم من مركز تكوين و كم من قوانين و قرارات و توصيات رئاسية سامية تتعلّق بالتشغيل و ضعاف الحال و المسنين و الأحياء الشعبية و القدرة الشرائية للمواطن و الاستثمارات المحلية و الأحنبية و الاعفاءات الضريبية و الفلاحة و الصيد البحري و المياه و البنوك و الصحة و المرأة و الطفولة و كم من منشأة رياضية و بيئية و كم و كم و كم...؟ فالقائمة طويلة و متفرّعة

رنّ هاتفي ذات ليلة....سألني صديق: متى بني جامع العابدين بقرطاج؟ 2001 - 2003 أو 2008؟ حاولت أن أسترجع الذكريات و عدت بذاكرتي إلى الزمن الماضي محاولا أن أسترجع زياراتي إلى قرطاج علّني أسترجع تاريخ بناء أول مسجد فيها بالقرب من "أكروبوليوم" قرطاج الشهير ليكون شاهدا على مدى انفتاح هذا البلد على مختلف الحضارات و الأديان و الثقافات و تسامحه مع الاختلاف

2003....أجبته:2003. فبناء الجامع انطلق في 2000 و دشّن في 2003. و توقّف بي الزمن. كم من إنجاز كان مطلبا و تحوّل إلى واقع نعيشه و نستفيد منه و من ثمّة نسيناه؟ ماذا عن الطريق السيارة بنزرت - تونس مثلا؟ و ماذا عن مطار النفيضة الذي سيدشّن في الأسابيع القادمة و ميناء المياه العميقة؟ أين نحن من كل تلك الجسور و المحولات و المناطق الصناعية و السياحية و المؤسسات التربوية و الثقافية و الترفيهية؟ ماذا عن الأمن و الاستقرار الذي ننعم به في وقت لا يستطيع آخرون إغماض جفن لهم؟

و خلال كل هذه المسيرة المكلّلة بالانجازات و النجاحات، كم من الضغوطات و المصاعب و التحديات التي عانت منها بلادنا؟ كم من دولة أو مؤسسة أو جهة ما، بما فيها فئة من أبناء هذا الوطن الحبيب، حاولت و لاتزال أن تحبط من عزائمنا و أن تشكك في خيارتنا و أن تفشل إنجازاتنا و تقزّمها؟

إنها لا تنفك ترمينا بالحجارة، و لكنها هي نفسها تلك الحجارة التي وضع و يضع بها الرئيس زين العابدين بن علي الأسس الثابتة لمشروعه الحضاري و تجسيما لما نؤمن به جميعا من خلال التفافنا حول سيادته و تعزيزا لحزبنا و تاريخه النضالي الطويل....فنحن نقف جميعا إلى جانب شخص ناجح، جعل من تونس دولة ناجحة و من شعبها شعبا طموحا، خلاّقا و مبدعا و هذا بشهادة أكثر من منتدى و مؤسسة و هيئة و تقرير أممي، و لكن قبل كل شيء بشهادة التونسيين جميعا


عرفانا منّا، و تقديرا لكل ما سبق، و إيمانا بأن البرنامج الانتخابي المقبل سيعزّز مسيرة البناء و التغيير في تونس: نعلن انتخابنا زين العابدين بن علي رئيسا للفترة المقبلة 2009 - 2014 و ليظلّ التجمع الدستوري الديمقراطي جامعا لنا و حزبا للريادة و الاصلاح و البناء و التغيير