لفت انت الاقتصادية و السياسية و التعاون المشترك مع الإتحاد الأوروبي
ففي الوقت الذي باهي خلال الأيام القليلة الماضية ما ردّده عدد من المسؤولين الأوروبيين رفيعي المستوى متحدثين عن تونس و علاقاتهايتفاوض فيه الأتحاد الأوروبي مع تونس حول تمكينها من مرتبة الشريك المتقدّم، بعد أن وقّع على هذه الاتفاقية مع المملكة المغربية، التي يرى فيها البعض المنافس التقليدي و المباشر لتونس، و بعد أن كانت تونس أوّل دولة من دول جنوب المتوسط توقع على اتفاقية شراكة مع الإتحاد الأوروبي سنة 1995، اختار عدد من الذين أعمى الحقد بصيرتهم و شوّش الوهم أفكارهم، و نصّبوا أنفسهم مدافعين عن تونس و شعبها من خلال بثّ الأقاويل الكاذبة و نشر الإشاعات و تلفيق الأخبار و تزوير المعلومات و تزويد أطراف خارجية بمعلومات مغلوطة، عاملين على زعزعة الأمن و الاستقرار السياسي و الاجتماعي اللذان تعرفهما تونس، اختاروا تكثيف اتصالاتهم بأطراف أوروبية تدّعي أنها مدافعة عن حقوق الانسان و الحريات من أجل ممارسة ضغوط على الأوروبيين حتى لا يوقعوا على اتفاقية الشريك المتقدّم مع تونس
من الخزي و العار أن يعمل أبناء الوطن على ضرب مصالح وطنهم العليا و بصفة خاصة المصالح الاقتصادية و المعيشية لشعبه. فلقد وصلت الجرأة بالبعض إلى حدّ الدعوة إلى وقف توجه السياح الأوروبيين و الغربيين بصفة عامة إلى تونس. هذا المطلب، استوقفني ليس لغرابته أو بما يمكن أن يلحق الاقتصاد الوطني من أضرار، لأن توقف السياحة أو التراجع في أعداد الوافدين يعني انخفاض مداخيل ميزانية الدولة من العملات الصعبة و تأثر مئات الآلاف من التونسيين و التونسيات العاملين في القطاع السياحي و القطاعات المجاورة، بل لأن المطلب أعاد لي ذكريات تواجد الفلسطينيين في تونس و على رأسهم قيادة منظمة التحرير الفلسطينية و الزعيم الراحل ياسر عرفات
فخلال تواجد الفلسطينيين بتونس بعد أن لفظهم العالم، عملت إسرائيل على الإضرار بمصالح تونس الاقتصادية و بصفة خاصة السياحة و ذلك من خلال حثّ الغرب على عدم التعامل مع تونس سياحيا بتعلّة أن تونس تستضيف "إرهابيين" يعملون على زعزعة أمن إسرائيل. و اليوم، نرى أبناء الوطن على خطى الصهاينة
و لكن الردّ لم يطل كثيرا و جاء على لسان أوروبيين رفيعي المستوى. فإيطاليا، قالت أنها ترشّح تونس كشريك متميّز لأوروبا، داعمة تونس في مسعاها إلى الحصول على مرتبة الشريك المتقدّم انطلاقا من العلاقات الممتازة التي تربط بين البلدين مؤكّدة أن "تقديم مجتمع أورو-متوسطي مستقر سياسيا و اقتصاديا، يشكلّ فرصة أفضل بالنسبة لروما و تونس و من ورائهم أوروبا و شمال افريقيا". و كان رئيس مجلس النواب الإيطالي جانفرانكو فيني الذي زار تونس منذ فترة قد اعتبر أن "التنمية السياسية التي تشهدها تونس تؤهلها لبلوغ هذه المرتبة عن جدارة
و تأتي الزيارة الأخيرة التي قام بها رئيس وزراء اللوكسمبورغ جان كلود جونكر، لتضيف شهادة جديدة و لكن بتعابير أكثر جرأة و أكثر حماسة. فرئيس وزراء اللوكسمبروغ لم يؤّكد فقط دعم بلاده لتمكين تونس من مرتبة الشريك المتقدم، بل أضاف أن بلاده ستكون صــوت تونس لتمكينها من الإرتقاء إلى مرتبة الشريك المتقدم في علاقاتها مع الإتحاد الأوروبي
و أضاف السيد جونكر "إننا نريد أن نعمل مع كل الذين يريدون أن يتقدّموا و الذين تسكنهم إرادة كسب رهانات المستقبل
يذكر أن مرتبة الشريك المتقدّم ستسمح لتونس بالمشاركة في برامج و وكلات الإتحاد الأوروبي كما أنها ستوفر المزيد من الفرص لتحقيق التكامل الاقتصادي و دعم التنمية إضافة إلى تسهيل و تنظيم تدفق المهاجرين
إنه من الجحود و قلّة المعروف أن لا يعترف أبناء الوطن بما تحققه بلادهم من نجاحات و نمو، و لو اختلف نسق الاصلاحات، حيث أن ذلك لا ينفي أننا نحقق نتائج مرضية بالرغم مما يعصف بالعالم من حولنا من أزمات متعدّدة, و يعترف القاصي و الداني بتسجيل تونس لأرقام مشرّفة جدا في وكالات التصنيف العالمية